عَطّر الروض من شذاه نقيا

واسقهِ المسك خالدا أبديا

وسل الماءَ أن يكون سلافا

ورحيقا مباركًا سرمديا

ليس إلا هواه يملأُ قلبى

وله الروح زُينت تتَهيا

حبُ طه في غَدوتى ورواحى

وهو شُغل الفؤاد مذ كنت حيَّا

وسناه الذى فُطرت عليه

مُذ عرفتُ الحياةَ طفلا صبيا

هزَّنى الشوق والمسير إليهِ

ومُثولى بين الديار وَليّا

يا حبيبَ القلوبِ أنت شفيعى

يوم حشرٍ والكلُ يبدو جثيا

يتشهى منك السلاُم عليه  

وأريجُ السلامِ صار زكيا

أنت طه الحبيب مِلْتُ إليه

وأخذت الإسلام عنك نبيا

وورثتُ الإخلاصَ في صلواتى

وبذلتُّ المعروف شهدا وريّا

رب بالمصطفى أقلْ عثراتى     

وأعنّى كيلا أُفرطُ شيا

واجعل العلم شمعةً لفؤادى

ويراعى الحبيس صنه نديا

لا يرى ظالما فيهربَ منه

أو يردَّ الضعيف إلا قويا

رَوِّه من بيانك العذب مسكا

ومدادا مباركا عبقريا

لك ربى ضراعتى وسجودى

وامتثالى للأمر مذ كنت أحيا

فأعنى على الزكاة حقوقا

واجعل القلبَ بالصلاةِ تقيا

وأجرنى مما أخاف وأشكو

وأغثنى ممن خَلقتَ شقيا

أنا أخشى طوالعَ النحس فيه

ومجال العصيان منه خفيا

واجعلْ الحق يا إله طريقى

والصوابَ الصوابَ منك إليا

أنا لولاك ما سلكتُ سبيلى

 وعلى الدرب ما مشيتُ أبيا  

وصلاتى على الحبيب تقبل

 وسلامى معطرا قدسيا

          

سليمان العزب