قال الله تعالى: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ همْ فِيهَا خَالِدُونَ}

أجمع كل أهل التفسير على أن هذه الآية تدل على استمرار مؤامرة وعداء الكفار للمسلمين

مثال: قال الزمخشري {وَلاَ يَزَالُونَ يقَـٰتِلُونَكُمْ  إخبار عن دوام عداوة الكفار للمسلمين وأنهم لا ينفكون عنها حتى يردّوهم عن دينهم..

تفسير الرازي معنى: { لا يَزَالُونَ } أي يدومون على ذلك الفعل لأن الزوال يفيد النفي فإذا أدخلت عليه: ما، كان ذلك نفياً للنفي فيكون دليلاً على الثبوت الدائم. ا

أما الأستاذ سيد قطب رحمه الله قال :

{ما أروع دقة الوصف القرآني لطبيعة الصراع بين الحق والباطل، ولحقائق دفائن نفوس الكافرين ومن معهم وشايعهم؛ وأن هذه معركة مستمرة استمرار الزمان، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وهي حقائق قرآنية لا وجهات نظر شخصية أو تحليلات سياسية وإستراتيجية؛}

لذلك أقول إن اليهودية والصليبية والبوذية والهندوسية والأفكار العلمانية والليبرالية والشيوعية والماسونية وغيرها التي تقود أدوات قوة سواء دولة بجيشها أو اقتصاد أو مال أو إعلام تخوض حرباً متنوعة مستمرة ضد الإسلام والمسلمين لا تتوقف أبدا.

ولكن المشكلة أن البعض جماعات وأفراد يرمى تقصيره أو تخاذله أو ضعفه على نظرية المؤامرة فقط كي يهرب من التكليفات والتبعات وحتى لا ينفضح

وهنا المشكلة فالهروب من أخذ الأسباب بالإعداد بتبريرات واهنة سخيفة لمعركة قرر القرآن أنها مستمرة  هو خيانة للقرآن.

وذلك واضح في كل المشاكل والمصائب التي تعرض لها التيار الإسلامي المفروض أنها يعلم حقيقة الصراع

 ثم يقع في مصائب في بلاده سواء بانقلاب عسكري أو تدخل عسكري وكله من طرف أصيل في (ولا يزالون) من اليهودية الصهيونية والصليبية وأتباعهم أو مدعوم منهم سواء في مصر أو السودان أو اليمن أو سوريا أو العراق أي بلد

ثم يسارع كثير من الإسلاميين بإلقاء اللوم على نظرية المؤامرة وقوة العدو وشراسته!

ولا يراجع نفسه. ويعترف بخطئه؟!!!

صحيح أن المؤامرة قد امتدت لتشمل سعى العدو لقطع أي أسباب للقدرة أو الإعداد للمسلمين على تفصيل، ولكنها طبيعة الصراع بين الحق والباطل

إن استمرار المعركة والصراع حقيقة معروفة يعلمها كل فرد من بداية قراءته للقرآن وكل جماعة منذ بداية نشأتها

 السؤال ماذا أعددت لها؟

ولماذا تهرب من الحقيقة انك تهرب من ضعفك أو تقصيرك في الإعداد ؟

 أو الخيانة في عدم الاعتراف بالإعداد المطلوب للمعركة ويصل الأمر أن البعض لا يعترف بالمعركة وينكر بصور ملونة نفاقية (ولا يزالون)!!!

تحت وهم لا يؤمن به أعداء الإسلام ويروجونه فقط للمغفلين عنوانه السلام. والأخوة الإنسانية. واحترام الآخر. والمحبة والتعايش!!

 والعجيب أن أعداء الإسلام يكفرون بتلك العناوين في معركتهم مع الإسلام ويذبحونها جهارا نهارا

ولكن المنافقين المندسين في الحالة الإسلامية لا يزالون على خيانتهم للإسلام والمسلمين لأنهم أعلنوا الاستسلام للعدو تماما

من بادية شكاط

كاتبة في الفكر.. السياسة وقضايا الأمة ممثلة الجزائر في منظمة «إعلاميون حول العالم في النمسا»