– من الطريف في لغتنا العربية المعاصرة أننا نجمع كلمة (جامعة / جامعات) والصحيح أن تُجمع على فواعل، مثل: فاكهة وفواكه، قاعدة وقواعد، حادثة وحوادث، مائدة وموائد، وغيرها… فلا يجوز مثلا أن نقول في جمع (فاكهة): فاكهات،

ولا يجوز أن نقول في جمع (قاعدة): قاعدات….. ولكن نظرًا لأن تطبيق القاعدة هنا في هذه الحالة سوف يؤدي إلى الوقوع في اللَّبس والخلط بين جمع (جامعة) وجمع كلمة (جامع) – وهو (جوامع).. فقد تم كسر القاعدة الصرفية هنا، وتم الاستغناء عن جمع التكسير (جوامع) في جمع (جامعة) وجُمعت على صيغة جمع المؤنث السالم: (جامعات).

لأننا لو طبقنا القاعدة – في هذه الحالة – وجمعنا (جامعة) على ( جوامع)، فقلنا مثلا: “المجلس الأعلى للجوامع” بدلا من “المجلس الأعلى للجامعات” لتوهّـم الناس أنه مجلس تابع لوزارة الأوقاف، ولا صلة له بوزارة التعليم العالي.

– حدث من قبل في لغتنا العربية، في جمع كلمة (عيد) حيث جمعوه على (أعياد) مع أن الأصل فيه أن يُجمع على (أعواد) لأن الياء في (عيد) أصلها واو، وجمع التكسير يرد الكلمة إلى أصلها، ولكن حتى لا يلتبس بجمع كلمة (عود) جمعوه على (أعياد)

– يمكننا أن نخرج من ذلك بمبدأ عام وهو أنه إذا أدى تطبيق القاعدة إلى الوقوع في اللبس جاز كسر القاعدة، لأن تحقيق غاية الإفادة والإفهام فوق تطبيق القاعدة.

————————

مصادر لغوية متخصصة