تتعدد متغيرات ومحركات رد الفعل العربي تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية والصراع التالي لها، وتخضع الدول العربية في مواقفها من الأزمة لجملة من المعايير.

هذه المعايير هي العلاقات مع الغرب، والعلاقات مع روسيا، والمشهد الداخلي لكل دولة من الناحية الاقتصادية والسياسية.

ما ذهبت إليه بأن الدول التي تربطها علاقات جيدة مع موسكو وتخضع بطريقة ما لتوجهات أو ضغوطات الروس (سوريا مثلا) فإنها أخذت موقف المؤيد للتحركات الروسية بمبررات أو بدون مبررات.

أما الدول التي تخضع للنفوذ الغربي جزئيا أو كليًا (الخليج / مصر) فهي مرتهنة لضغوطات الغرب في هذا التوجه وقدرتها على المناورة والرفض، أما المتغير الأهم فهو حاجة كل دولة للمساعدات والغذاء والطاقة ومن يقدمها”.

الموقف المصري والعربي

يجب أن تقوم القاهرة بدراسة جادة لمختلف أبعاد الأزمة ومتغيراتها،

لتستطيع تقديم تقدير موقف حقيقي منها يحدد انعكاساتها وسيناريوهاتها ومدى تضررها منها،

خصوصا في مجال القمح والغذاء الذي تستورده مصر من أوكرانيا وروسيا.

بعد ذلك تحدد الدولة أوراق القوة والضغط التي تستخدمها الدول الغربية ضدها

لدعم الموقف الأوكراني مع تحديد الرد الدبلوماسي المناسب،

في حال كانت رؤية صانع القرار تختلف مع دعم الموقف الأوكراني لتحقيق مصلحة أعلى في البلاد.

الخطط البديلة هي الأهم في هذه النقطة مع الاستعداد لمختلف الاحتمالات،

فالتأني وسياسة الخطوة خطوة دبلوماسيا هي الرد الأولي جراء الأزمة مع الدعوة لضبط النفس

والمناداة بتغليب الحوار مع ضمان مصالح كل دولة وحقوقها ومخاوفها.

يعتبر الحياد هو القرار الأفضل في هكذا أزمة،

خصوصًا على المستوى المعلن حتى لو قررت دولة ما التورط في دعم طرف على حساب طرف بدعم مباشر أو غير مباشر.

البقاء في الصفوف الخلفية وانتظار استجلاء المواقف وانقشاع غبار المعارك هو القرار الأفضل في ظل حالة السيولة الشديدة دوليًا.

من فاروق الظفيري

داعية و باحث إسلامي - المتحدث الرسمي للحراك السني في العراق