مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا يومه التاسع عشر، واستيلاء عناصر الجيش على أغلب المدن الأوكرانية، ومحاصرة العاصمة كييف، يتساءل البعض عن سر العداء الروسي لمقاتلي “آزوف” أو ما أسماهم “بوتين” بالنازيين الجدد.

البداية والنشأة

تعد “كتيبة آزوف” إحدى وحدات المشاة في الجيش الأوكراني، وهي يمينية قومية، متهمة بتبني أيديولوجية النازيين الجدد، وخطابات كراهية تدعو لتفوق العنصر الأبيض.

وقاتلت كتيبة لآزوف إلى جانب الجيش الأوكراني شرقي البلاد عام 2014 ضد الانفصاليين الموالين لروسيا، وبعدما أسهمت في استعادة مدينة “ماريوبول” الاستراتيجية الساحلية ومينائها، دمجها الحرس الوطني الأوكراني رسميًا في 12 نوفمبر 2014 بعدما نالت إشادة الرئيس الأوكراني، بترو بوروشينكو، آنذاك.

ويعد عداء بوتين لهذه الكتيبة مرتبط بنجاحها في استعادة مدينة ماريوبول ومينائها الاستراتيجي من القوات الموالية لروسيا من جانب، وبأهداف أيديولوجية من جانب آخر.

مقاومة الانفصاليين الموالين لروسيا

ومنذ عام 2016، انخرط هذا الفوج بأغلبية ساحقة في القتال ضد الانفصاليين الموالين لروسيا شرقي أوكرانيا، بحيث أصبحت البعبع المناسب لدعاية بوتن، وفي ذروة اجتذاب اليمين المتطرف، كانت الوحدة أيضا مختلطة، وجذبت الليبراليين والفوضويين واليساريين وغيرهم.

دورها قبل الغزو؟

في عام 2014، انتزعت روسيا السيطرة على الأراضي الأوكرانية في شبه جزيرة القرم ودعمت القوات الانفصالية التي تحارب في منطقتي دونباس ولوهانسك الشرقيتين، ضد مقاتلي “آزوف”.

وتسبب النزاع في الشرق في إزهاق أرواح ما يزيد على 14000 شخص، وأعلنت الجماعات الانفصالية من جانب واحد قيام ما سمتهما جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين.

جدير بالذكر أن الغزو الروسي بدأ في 24 من شهر فبراير المنصرم، بعد حشدٍ عسكري طويل، والاعتراف الروسي ب‍جمهورية دونيتسك الشعبية المعلَنة من جانب واحد و‌جمهورية لوغانسك الشعبية، أعقبها دخول القوات المسلحة الروسية إلى منطقة دونباس في شرق أوكرانيا.

وبعد خطابٍ أعلن فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن عملية عسكرية بهدف “تجريد أوكرانيا من السلاح وإزالة أثر النازية منها”، بدأ القصف على مواقع في جميع أنحاء البلد، بما في ذلك مناطق في العاصمة كييف.