البعض يقيم عقل بوتن ويتغافل عن تقييم القوة الآسرة لعقل صانع القرار، وهذا كلام كتبته قبل ثماني سنوات، تحديدًا في ٢٦ أبريل ٢٠١٤.

قلت يومها، عندما صرح بوتين بأن «انهيار الاتحاد السوفييتي كان أكبر كارثة شهدها القرن العشرين»،

فاعلموا أن هجماته لن تقف عند حدود أوكرانيا، مما سيضع العالم على كف عفريت.

والسؤال، هل بوتن طامح أم أن النقطة الحرجة للقوة تخطتها روسيا وأصبح أسير لها؟فهى تملى على القادة ما يفكرون به وهذه من ثمرات التاريخ والقوة.

والقوة هنا ليست القوة العسكرية بمعزل عن التراث، بل القوة العسكرية والتراث معا،

وهى مرحلة الدفع الذاتي  في الإزاحة وكالسوائل  الكثيفة مع السوائل الأخف كثافة.

من يدرس حركة التاريخ وتاريخ الإمبراطوريات، عَلِم عِلْم اليقين أن القادة في كل مرحلة من مراحل حركتها أسرى للقوة المجتمعة.

ولهذا كان العظماء من البشر، وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم، يتنزل عليه الوحي ليتلوه على أصحابه، وفيه {الم غلبت الروم}

وهى الخلاصة أن القوة لها طعام تتغذى عليه، ولها عمل، ولها محددات،

ولا تتعلق بشخصية القائد، عند نقطة ما، فهو أسير لها في توجيه بعض وليس كل حركتها.