أذكر كل شيء.. أذكر كيف كنا نراه بطلًا، شجاعًا، يواجه نظام مبارك بقلمه.. يوميًا وأسبوعيًا كنا ننتظر أن نرى هذا الصحفي المغوار وكيف يكشف أسرار مبارك ويعلق على إدارته للبلاد، وقرارات حكوماته؟!

أذكر كل شيء.. أذكر كيف كان يكتب من حين لآخر ما يؤيد روايات الشيعة، ويثير الجدل بين المسلمين في مصر؟

وكيف كان يختلق المعارك مع كبار العلماء المنتمين إلى الأزهر الشريف؟

أذكر كتابه رحلة الدم، والذي أهان فيه كبار الصحابة.

أذكـر كل شيء.. أذكر انتفاضة يناير (الثورة التي لا تحكم علميًا ليست ثورة)، وكيف ركبها، وظهر في بعض القنوات، إعلاميًا ومفكرًا وناشطًا وكل شيء في شيء.

أذكر أن الإخوان الذين كانوا يسوّقون جريدة الدستور عندما كان رئيسًا لتحريرها، وسوّق لهم أثناء سيرهم نحو السلطة،

ثم بعد حواره مع المرشح المحتمل للرئاسة حينها، المشير عبد الفتاح السيسي،

والذي لم يسمح للفارس المغوار، والصحفي الهمام، صاحب المواقف، والكتب، والروايات، والفكر، وجرنال المقال، أن ينطق كلمة «عسكر»!

مع أن الكلمة مشتقة من كلمة عسكري، ولا بأس فيها؛ غير أن المرشح المحتمل حينها كان يراها إهانة، وتذكر بأيام العثمانيين..

وأن اللفظ يستخدم للإهانة والحط من شأن جيش مصر.

تخيلوا.. من ساعتها والفارس والناشط والصحفي الخارق لم يستطع استخدام هذا المصطلح مرة أخرى!

لكن من أين نأتي بمشير أو نطمع في أن يوجه الرئيس نظر إبراهيم عيسى، مرة أخرى أن يبتعد عن الدين الإسلامي، ويسأله..

إذا كنت مسلمًا فأنا أفهم أن تسعى لتحديث قاعدة فقهية، أو تذب عن مذهب فقهي تتبعه،

أما أن تكون مسلمًا كما هو معروف على الأقل، فتطعن في ثوابت الدين، أو تنفي عن رسول الإسلام معراجه، فلصالح من تفعل ذلك؟

مسلم يطعن في معجزات رسول الإسلام ما العائد من وراء ذلك؟ ما القيمة المنشودة من هذا الطعن؟

لكن لكل شاردة بواكيها إلا الله ودين الله، ورسول الله وصحابته!

فسبحان الذي ثبّت بحمالات عيسى بنطاله، ولولاها لكشفت عورته، ولم يثبت بقرآنه وآياته، ورسوله، وصحابته، وكل كتب الفقهاء والمفسرين والمحدثين والمستشرقين دينه في صدره!

فيا عيسى، ويا كل من تؤيدون عيسى، أعلنوا حقيقة معتقدكم، فوالله لن نكلف أنفسنا عناء الرد عليكم، فماذا سنفعل لقوم أضلهم الله بعد هدى؟

أما أن تكون مسلمًا وتدعي ذلك، ثم تنكر معلوما من الدين بالضرورة، فهذا أمر يستوجب استتابتك، وأن يثور المسلمون حتى تتوب أو تعاقب بالقانون على ازدرائك دين الله.

قال الله تعالى رغم أنف إبراهيم عيسى:

﴿وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ ۝١٣ عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ ۝١٤ عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰۤ ۝١٥ إِذۡ یَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا یَغۡشَىٰ ۝١٦ مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ ۝١٧ لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَایَـٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰۤ ۝١٨﴾ [النجم ١٣-١٨]