حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، روسيا من أنها “ستدفع ثمناً باهظاً جداً” في حال اجتاحت أوكرانيا، فيما دعت كييف شعبها إلى الهدوء، مستبعدة حدوث غزو روسي وشيك.

حيث قال ماكرون، في مؤتمر صحفي عقده عقب محادثات أجراها مع المستشار الألماني أولاف شولتز، في العاصمة الألمانية برلين، إن بلاده وألمانيا مستعدتان لمواصلة الحوار مع روسيا، “لكن إذا هاجمت موسكو أوكرانيا، فسيكون هناك رد، والثمن سيكون باهظاً جداً”.

ماكرون أضاف أن أوروبا وحلفاءها متحدون بشأن القضية الأوكرانية، بما في ذلك الحاجة إلى خفض التصعيد، لكنهم أيضاً “يستعدون لرد مشترك” حال وقوع أي عدوان روسي.

في حين نوّه الرئيس الفرنسي إلى أن المحادثات الأمريكية الروسية بشأن أوكرانيا كانت “أمراً جيداً”، مستدركاً بالقول إن تلك المحادثات لم تفض بعد إلى أي نتائج واضحة.

بينما أشار ماكرون إلى أنه سيجري مباحثات هاتفية مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتي، الجمعة 28 يناير/كانون الثاني.

من جهته، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، إنه “لا توجد أسباب للاعتقاد بأن روسيا تستعد لغزو وشيك” على البلاد، داعياً الشعب للهدوء وعدم القلق، وقال: “لنكن هادئين ولا نصرخ وكأن كل شيء قد ضاع”.

فيما أفاد ريزنيكوف، خلال حديثه أمام البرلمان الأوكراني، أن القوات الروسية لم تشكل ما سماه “مجموعة قتالية” للدخول عبر الحدود، مضيفاً: “لا تقلقوا، ناموا جيداً. لا داعي لحزم أمتعتكم”.

كما أقر وزير الدفاع، في مقابلة أذيعت في وقت متأخر، الإثنين، بأن هناك “سيناريوهات ممكنة ومحتملة ومحفوفة بالمخاطر في المستقبل”.

تأتي تصريحات ريزنيكوف عقب تطمينات متعددة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين آخرين، حيث خاطب زيلينسكي الشعب، الإثنين، قائلاً إن الوضع “تحت السيطرة”.

في حين أضاف زيلينسكي، عقب مشاركته في اجتماع مجلس الأمن القومي، أن الوضع شرقي البلاد تحت السيطرة ولا داعي للذعر، مؤكداً أنهم يعملون من أجل التهدئة بشكل كامل، ويفعلون كل ما هو ضروري، “جنباً إلى جنب مع شركائنا ودبلوماسيينا وجيشنا”.

كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في “دونباس”.

يشار إلى أن روسيا حشدت عشرات الآلاف من قواتها على حدودها مع أوكرانيا، وأرسلت قوات إلى روسيا البيضاء؛ للمشاركة في تدريبات عسكرية، وتريد من حلف شمال الأطلسي التعهد بعدم قبول أوكرانيا مطلقاً في عضويته. ورفض الحلف المطالب الروسية.

في حين تخشى الدول الغربية من أن موسكو تخطط لشن هجوم جديد على كييف، ووجهت اتهامات، مؤخراً، إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال شنت هذا الهجوم.

إلا أن روسيا تنفي تخطيطها لشن أي هجوم، لكن تقول إنها قد تقدم على عمل عسكري غير محدد إذا لم تتم تلبية قائمة مطالبها الأمنية.