إن الاعتماد على الآخرين وتولية الأمور للغير قد يفضي إلى السلبية وعدم التوازن في الأمور.

قد يعتمد الأستاذ على تلميذه فيحول إليه من أعماله العلمية فيتهاون الطالب في أداءها أو يعجز عنها فتأتي نتيجة العمل والدراسة ناقصة غير مكتملة.

قد يعتمد الطالب على ذكاءه فيؤجل الدراسة والاستعداد لوقت الاختبار فإذا به يصاب بالمرض ويخفق في الاختبار.

وقد يعتمد الوالد على ولده فيفوض إليه أموره فيعجز الولد عن القيام بها أو يتوانى في أداءها فيتسرب الخلل في أعماله.

وقـد يعتمد الرجل على امرأته فيهمل كثيرا من أمور البيت زعما أن المرأة ستقوم بالعمل، فإذا بالمرأة تغفل أو تتجاهل فتختل نتيجة العمل.

وقد يعتمد الإنسان على عمره فيؤخر الأعمال الصالحة إلى وقت الشيبة فإذا بالأجل يباغته ويجعله أثرا بعد عين.

إن الاعتماد على الآخرين في الأمور وعدم الإشراف المباشر عليها أو عدم ممارستها،

والاعتماد على العمر دون القيام بالأعمال الصالحة ذريعة الخذلان وعلامة العجز وصفة الكسالى

الذين يعجزون عن الإنجاز فيفوضون الأمور إلى الآخرين أو يؤخرونها للقادم والقادم أدهى وأمر.

الاتكال على الآخرين قد يسبب الندامة للإنسان ويورث الفوضى والتبعثر في أعماله،

ويفقد الإنسان الإتقان والجودة في أموره، وقد تنعكس النتيجة فيخفق ويشعر بالإحباط.

إن الإنسان لا يحك جلده إلا نفسه، ولا يحتفل بأموره إلا هو ولن يقوم أحد بأمور الإنسان حتى أقرب الناس له بالكيفية التي هو يريده إلا إذا كان المباشر نفسه.

والذي يعتمد على نفسه في المجالات كلها فهو وحده الذي يرتقي إلى سلم الرقي والازدهار،

وينمي مهاراته وقدراته ويستطيع أن ينجز أعمالا ضخاما في منتهى الدقة والإتقان.

من أحمد تركي

مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف