بعد أن طبعتُ كتابي «فقه الأقليات المسلمة» وتَمَّ نشرُه في العالم، ونال بفضل الله رضا الكثيرين، رغبتْ دولةُ الإمارات بشراء ألف نسخة منه..

وتمَّتْ الموافقةُ من دار النشر، دون علمي بذلك.

ولكني علمتُ بذلك فيما بعد من الناشر..

ثم أخبرني الناشرُ بعد أشهر أنّ الوزارة في الإمارات اتصلت به وطلبت ردّ الكتاب، لعدم ملاءمته مع توجّه الدولة، ولكنّ الناشر اعتذر عن قبول الردّ.

ويظهر أنّ وزارة الجهل عندهم لم تطلع على فحوى الكتاب قبل شرائه، وإنما اطّلعوا على فهرسه فقط.

وحينما استلموا النُّسخ اطّلعتْ عليه لجنةٌ متخصصة لم توافق على توزيعه لما يلي:

– ذكرتُ في الفصل الأول منه العداوة القديمة بين الإسلام والأنظمة الأخرى منذ نشأته..

وشرحتُ اعتداءهم علينا بأمثلة واضحة من التاريخ القديم والمعاصر..

– حكمتُ على أنّ الالتزام بميثاق الأمم المتحدة بالتحريم، لما في بنوده من مخالفات شرعية..

– بيّنتُ بالوقائع أنّ حكامنا ما هم إلا خدام عند أعدائنا، وأنهم ينفذون خطواتهم العدائية ضدنا.

– وصفتُ جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي بأنهما جثتان هامدتان لا روح فيهما ولا حياة، وأنهما لا يخرجان عن الأوامر الصليبية.

– فصّلتُ أحكام الشريعة تجاه فلسطين، وأنّه يجب إعلان الحرب لتحريرها كلها، ونقلتُ للقارئ كيف تاجر حكامنا بها..

وبناءً عليه طلبوا رد الكتاب..

وأنا متأكد من أنّ الكتاب بين حالتين:

إما حرقوه.. وإما أقفلوا عليه في المخزن..

– ومما له مناسبة بكلامنا هنا هو:

أنني التقيتُ ذات مرة بالمدعو (خالد الجندي شيخ السلطان) وتعرّف إليّ، وكان يعرف كتابي قبل أن يعرفني، فمدح الكتاب ومدحني مُركّزاً على ما نقلتُه قبل قليل من الفصل الأول منه..

وإذ به الآن يرتمي هذا المنافق في حضن زعيم منافق مثله، ويُبرر له..

سيزولون كافة، ويبقى دين الله الحق، دين الإسلام، وينال كلٌ جزاءه يوم القيامة..

كلنا راحلون.. اعملوا ما شئتم..

من محفوظ الرحمن

باحث وكاتب، بنغلاديش