الحديث النبوي الشريف هو المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، ولا يكمل إسلام المرء إلا بهما،

لذلك كان سلف هذه الأمة معنيا بحفظ الحديث النبوي من أن تمس إليه يد التحريف، وقد جندوا في سبيل ذلك جميع طاقاتهم وضحوا بغالهم ونفيسهم.

وبقدر ما يبتعد مجتمع عن الحديث النبوي بقدر ذلك يصاب بالركود ويبتلى بأنواع من البدع والزيع والخزعبلات،

وإذا نظرنا إلى المجتمعات التي أصيبت بالخرافات ووقع فيها التبديل والتحريف في الدين نرى أن النقطة المشتركة بينها هي قلة أو عدم رواج الحديث النبوي وندرة علماء ربانيين يعالجون أمراض المجتمع في ضوء الكتاب والسنة المطهرة.

ومع الأسف إن كثيرا من خريجي الجامعات ليس لهم إلمام بالحديث النبوي وعلومه وفنونه المتشعبة وبتمييز الطيب من الخبيث،

والموضوع من الصحيح فقد يخلطون بينهما وقد يستدلون لانتصار رأيهم بأحاديث ضعيفة جدا،

مما يؤدي إلى انتشار بدع وخرافات في المجتمع.

يحكى أن أحدا من الخطباء نقل حديثا موضوعا من موضوعات الملاعلي القاري رحمه الله تأييدا لموقفه وقال بكل تأكيد:

إن هذا الحديث موجود في موضوعات الملاعلي القارئ!! ولم يعرف الخطيب بعد أن الموضوعات ههنا يعني الأحاديث الموضوعة والمختلقة!

ومن أحسن الكتب المؤلفة في معرفة الأحاديث الموضوعة والمختلقة كتاب «المصنوع في معرفة الأحاديث الموضوعة» للعلامة ملا علي القاري بتحقيق العلامة عبد الفتاح أبي غدة.

فإن مطالعة هذا الكتاب والإلمام بالأحاديث المختلقة ضرورة كل مسلم فضلا عن أن يكون عالما.

ومجتمعنا بأمس الحاجة إلى نشر الأحاديث الصحيحة التي لا تشوبها شائبة الوضع والضعف الشديد حتى يسلم من يد التحريف والخرافات.

من أحمد تركي

مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف