الأمة| ناقش مركز حقوقي عراقي، مسألة غياب العقيدة العسكرية للجيش العراقي بعد احتلال عام 2003، وتفشي الطائفية وانعدام المهنية، وغياب الوطنية.

 

بمناسبة الذكرى 101 لتأسيس الجيش العراقي، نظم مركز الرافدين للدراسات الاستراتيجية؛ ندوة يوم السبت في إسطنبول، بمشاركة وحضور عدد من الباحثين والمهتمين بالشأن العراقي.

الندوة بعنوان (غياب العقيدة العسكرية الوطنية للجيش بعد 2003؛ الأسباب والنتائج)؛ شهدت تقديم ورقتين بحثيتين من الباحثان في المركز الدكتور جاسم الشمّري،والعقيد المتقاعد حاتم الفلاحي.

أوضح الدكتور الشمّري في ورقته التي وسمت بعنوان: (التوظيف الطائفي للجيش وأهم مشاكله) أن القوّات العسكرية التي شكّلها الحاكم المدني لسلطة الاحتلال في العراق (بول بريمر) في الثامن من آب/أغسطس 2003؛ تورطت في الصراعات الطائفية لأنها بنيت وشُكّلت على أساس طائفي، مشيرًا إلى أن قوّات الاحتلال الأمريكي جعلت – منذ ذلك الحين – الجيش الحكومي في العراق يعمل بإشراف أمريكي. وفق موقع (الهيئة نت).

من جهته؛ قال الباحث (حاتم الفلاحي): إن الجيش العراقي الوطني خاض العديد من الحروب وكان له سفر خالد من البطولات في حروب الأمة ضد العدو الصهيوني؛ إذ شارك في حرب عام1948م، وحرب عام1967م، وحرب 1973م، على الجبهتين المصرية والسورية، مضيفًا بأنه دخل إلى دائرة الاستهداف السياسي والعسكري بسبب مواقفه من قضايا الأمة والمخططات الأجنبية التي كانت تريد الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذها في العراق والمنطقة.

ولفت الفلاحي إلى أن العقيدة العسكرية للجيوش يفترض أنها تُبنى على أساس العقيدة السياسية للبلد أو الدين مع الأخذ بنظر الاعتبار المحيط الجيوسياسي للبلد والتأثيرات الدولية والإقليمية لكن ذلك لم يتحقق في الجيش الحكومي بعد احتلال العراق في 2003.

وذكر الفلاحي أن مهام الجيش الحكومي تحوّلت من مواجهة التهديدات الخارجية إلى تأدية مهام الأمن الداخلي وإقحامه في صراعات داخلية؛ فارتكب مجازر بحق المدنيين والمتظاهرين في الحويجة وديالى والفلوجة والرمادي مما نزع عنه صفة الوطنية، مشيرًا إلى أن المؤسسة العسكرية في ظل حكومات الاحتلال خضعت للتدخلات السياسية والحزبية بحيث صار الانتساب لها قائمًا على أساس الولاء وليس على المهنية والحرفية العالية في التعامل مع الاحداث.

وحضر الندوة عدد من الصحفيين والناشطين، الذين وثقوا مجرياتها وسجلوا أبرز النقاط والمخرجات التي تضمنتها ورقتا الباحثين، ولاسيما ما يتعلق منها بواقع الجيش الحكومي في العراق الذي تشكّل في أساسه من مجموع الميليشيات التي تتبع أحزاب العملية السياسية، والجرائم التي تورط بها بسبب منهجيته الطائفية ونمط عمليه المفقر للعقيدة العسكرية والروح الوطنية.

من د. كمال إبراهيم علاونة

أستاذ العلوم السياسية والإعلام - فلسطين