أمس الاثنين ٣ يناير ٢٠٢٢م

افتتح الرئيس محمود عباس رئيس حركة فتح أعمال المجلس الثوري للحركة في دورته التاسعة بحضور أعضاء اللجنة المركزية لفتح.

وبمناسبة الذكرى (٥٧) لانطلاقة فتح هنأ عباس الشعب في هذه المناسبة.

الرقم (٥٧) يستوقف المتلقي.

هذه مدة طويلة فما الذي أنجزته الحركة على مستوى القضية الوطنية والتحرير وتقرير المصير؟!،

كلنا ردد في شبابه ثورة ثورة، ثورة حتى النصر.

الثورة توقفت للأسف عام ١٩٩٢م بعقد اتفاق أوسلو، والنصر لم يأت بعد، وما زالت أرضنا تحت الاحتلال؟!

واقع مؤسف ولا شك.

نعم، الثورة توقفت، ودخلت فتح في مسار سياسي يخالف مفهوم الثورة. يقول الرئيس عباس في افتتاح جلسة المجلس الثوري:

نحن لسنا عدميين، ولدينا رؤية سياسية أبلغنا بها العالم، وهي ضرورة أن يكون هناك مسار سياسي حقيقي يقود لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي،

الذي لن نقبل ببقائه للأبد، وفق قررارت الشرعية الدولية، وتحت مظلة اللجنة الرباعية”.

هذه الرؤية عشنا في ظلها ثلاثة عقود دون أن يتحقق منها شيء،

ونحن إذا ناقشناها نقاشا موضوعيا نجد أنها والعدم شيء واحد، أو قل هي قريبة من العدم لأنها لم تعد قابلة للتحقيق بالأسلوب والمنهج الذي يسلكه عباس.

ما قيمة إبلاغ المجتمع الدولي بالرؤية؟! أي ما التغذية الراجعة من المجتمع الدولي بعد البلاغ؟!

إبلاغ المجتمع الدولي برؤية فتح والسلطة ليس شيئا كبيرا، ويقوم به بيان معلن، أو مرسل من خلال السفارات؟!.

واقع الاحتلال لم يتغير

البلاغ تمّ، ولكن واقع الاحتلال لم يتغير، بل إن الاستيطان زاد وتوسع، والمجتمع الدولي لا يحرك ساكنا، بل إن الرباعية التي يطلب عباس رعايتها لم تعد تجتمع،

ولم يعد لها وجود إلا عند عباس فقط. أميركا لا تعقد الرباعية،

و(إسرائيل) لا تطلب انعقادها، وبقيت الدول ذات العضوية فيها لها أذن من طين وأذن من عجين،

وعباس يتمسك بجثة ميت يتعفن يوميا، وقد قال الأجداد: إكرام الميت دفنه.؟!

اسمحوا لي أن أقول إن المشكلة ليست في البلاغ وإنما في تمسك عباس بآليات عمل قديمة ثبت عدم جدواها.

والمشكلة أيضا في أعضاء المجلس الثوري الذين لا يناقشون عباس في هذه الرؤية وآليات العمل فيها، وهي رؤية وآلية تتكرر على لسان عباس سنويا مند ثلاثة عقود.

لو ناقشه الأعضاء وطالبوه بالتغيير والتجديد لارتفع عتبنا عنهم. لـماذا لا يناقشونه؟! لماذا لا يعاتبونه ؟!

لمـاذا يصمتون وهم يرون تراجع شعبية فتح بشكل كبير كما أثبتت الانتخابات المحلية الأخيرة؟!

الوطن، والقضية، في حاجة ماسة لآليات عمل تحمل الرؤية الصحيحة لحيز التنفيذ في الميدان. الوطن يريد أن يتقدم خطوة أو خطوات على طريق تقرير المصير.

القضية ثابتة ثبات صدأ الحديد على الحديد، لأن المشكلة ليست في الرؤية ولكن في آليات العمل التي لا تقدم ولكنها تؤخر بكل تأكيد.

العدو يتقدم يوميا، ونحن نتأخر يوميا، فهل الحل في رؤيتنا التي أبلغنا المجتمع الدولي؟! الإجابة تقول لا، وألف لا؟! المشكلة في آليات العمل؟!

من د. عماد نصار

مدير‏ مركز لسان العرب لخدمات اللغة العربية‏