ارتكب حزب الله ومن خلفه إيران خطأ فادحا في العمل المباشر ضد  زيارة وفد رفيع المستوى لحماس إلى لبنان بحجة أن خالد مشعل يرأسه،

وعقابا له على موقفه من سوريا والخروج منها بعد أحداث سوريا 2012.

سلوك الحزب تمثل في رفض استقبال الوفد، والضغط على الرؤساء عون وبري وميقاتي لإلغاء مواعيد مسبقة تم تثبيتها.

أحد أخطر الدلالات لهذا السلوك الإيراني هو أن الدعم المزعوم للمقاومة الفلسطينية

مشروطا بالوقوف مع إيران في أجندتها الإقليمية، وليس خالصا لهدف مقاومة الاحتلال.

وكل من يقاوم «إسرائيل» ولا يتفق مع إيران إقليميا هو غير مرحب به

ثاني أخطر الدلالات أن إيران تلعب في أحشاء حماس، وباتت تصنف الحليف والخصم بناء على مدى قرب هذا الطرف أو ذاك من نهجها،

 وإذا تساهلت قيادة الحركة وخاصة السيد هنية مع هذا السلوك فإن ذلك من مقدمات الانقسام الحمساوي،

ولن يقف العبث الإيراني عند السيد مشعل بل سيصل بعد ذلك لمديات أكثر عقما في أحشاء الحركة.

ثالث الدلالات أن إيران توجه رسالة كي وعي القيادة الحمساوية الحالية أن كل من يعارض السياسة الإيرانية مصيره كخالد مشغل غير مرحب به،

وعليهم تحسس مواقع أقدامهم في المواقف والسياسات.

في تقديري أن شرفا كبيرا قد حاز عليه خالد مشعل برفض حزب الله استقباله،

فقد ذهب إلى لبنان وهو يعرف الموقف الإيراني ويدرك مخاطره الأمنية على حياته،

ولكنه ذهب دفاعا عن السيادة الحمساوية واستقلال قرارها، ولا يفعل ذلك إلا القادة الكبار.

من سعيد المرتضي سعدي

باحث الدكتوراه، جامعة شيتاغونغ الحكومية، شيتاغونغ، بنغلاديش مدير، مدرسة الحضارة الإسلامية.