قالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا يوم الأربعاء، إن مفاوضين من أوكرانيا وروسيا والمنظمة اتفقوا على استعادة وقف إطلاق النار الكامل بين القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا.

قال السفير ميكو كينونين، الممثل الخاص للرئيس الحالي للمنظمة في أوكرانيا وفي فريق الاتصال الثلاثي، في بيان: “من دواعي سروري أن المشاركين عبروا عن تصميمهم القوي على الالتزام الكامل باتفاق تدابير تعزيز وقف إطلاق النار المؤرخ في 22 يوليو 2020”.

تبادلت كييف وموسكو الاتهامات خلال الأشهر الماضية فيما يتعلق بانتهاك وقف إطلاق النار السابق الذي تم التوصل إليه في يوليو/تموز 2020 وساعد إلى حد بعيد في تقليل عدد الضحايا العام الماضي.

قال كينونين: “هذا (الاتفاق الجديد) ذو أهمية قصوى لمن يعيشون على جانبي خط التماس”.

أضاف أنه وفقاً لتقارير بعثة المراقبة الخاصة، فإن الوضع الأمني ​​على طول خط التماس لا يزال متقلباً، إذ جرى تسجيل زيادة انتهاكات وقف إطلاق النار بنحو خمسة أمثال في المتوسط ​​يوميا في ديسمبر/كانون الأول 2021 مقارنة بالشهر نفسه من عام 2020.

في سياق متصل، فقد انتهت المعارك الرئيسية بين القوات الأوكرانية وتلك المدعومة من روسيا باتفاق أُبرم في العاصمة البيلاروسية مينسك عام 2015 بوساطة ألمانيا وفرنسا، لكن الاشتباكات المتفرقة لا تزال تودي بحياة مدنيين وجنود على نحو منتظم في صراع عسكري مستمر منذ 2014.

تزامن مع ذلك، تصريح لبوتين بأنه لا مجال للتراجع في مواجهة مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا وأن موسكو ستضطر للرد بحزم إذا لم يتخلَّ الغرب عن “نهجه العدواني”.

وجَّه بوتين حديثه للمسؤولين العسكريين في الوقت الذي تضغط فيه روسيا من أجل رد عاجل من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على المقترحات التي قدمتها موسكو الأسبوع الماضي بشأن مجموعة ملزمة من الضمانات الأمنية من الغرب.

قال بوتين: “ما تفعله الولايات المتحدة في أوكرانيا يحدث على أعتابنا.. وعليهم إدراك أنه ليس لدينا مجال آخر للتراجع. هل يعتقدون أننا سنكتفي بالوقوف مكتوفي الأيدي؟”. وأضاف: “إذا استمر النهج العدواني لرفاقنا الغربيين، فسنتخذ تدابير رد عسكري وفني مناسب، وسنرد بقسوة على الخطوات غير الودية”.

لم يوضح بوتين طبيعة هذه الإجراءات، لكن صياغته عكست تلك التي استخدمها سابقاً نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف الذي حذر من أن روسيا ربما تعاود نشر صواريخ نووية متوسطة المدى في أوروبا؛ رداً على ما تعتبره خطط حلف شمال الأطلسي لنشر مثل هذه الصواريخ.

ترفض روسيا الاتهامات الأوكرانية والأمريكية بأنها ربما تستعد لغزو أوكرانيا في وقت قريب قد يكون الشهر المقبل بعشرات الآلاف من القوات المتمركزة قرب الحدود.

وتقول إنها بحاجة إلى تعهدات من الغرب- ومنها تعهد بعدم قيام حلف شمال الأطلسي بأنشطة عسكرية في شرق أوروبا- لأن أمنها مهدد بسبب علاقات أوكرانيا المتنامية مع الحلف الغربي واحتمال نشر صواريخه صوبها على الأراضي الأوكرانية.