انتقد الكاتب رافائيل بيهر، في مقال رأي بالجارديان، أداء الحكومة البريطانية برئاسة بوريس جونسون، وما وصفه بالفشل سواء في أفغانستان أو الملفات الداخلية.

وقال الكاتب إن استخدام الحكومة للجيش في مهام داخل بريطانيا سوءا للإنقاذ أو المساعدة في الأزمات لا يجب أن يكون أمرا معتادا.

وأضاف أنه بالنسبة لشخص تقطعت به السبل في مكان معزول بسبب الطقس السيء، فإن رؤية الجنود يمثل شيئا جيدا، إلا أن هذا لن يكون مصدر ترحيب كبير.

وذلك بعد مناورة قام بها 300 جندي في في الأجزاء الريفية من شمال شرق إنجلترا واسكتلندا، للتحقق من الأشخاص المعرضين للخطر في أعقاب العاصفة أروين، وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنهم شاركوا في “طمأنة المواطنين”.

وينتقد الكاتب هذا ويقول إنه سيكون أمرا إيجابيا في نظام حكم أكثر استبدادا، لكن في بريطانيا صورة الجنود في هذه الحالة ليست بالضرورة علامة على سياسة صحية ولا ينبغي أن يكون نشر الجيش لإنقاذ السلطات المدنية من المحرمات ولكن يجب ألا يكون روتينيا.

في أكتوبر / تشرين الأول، عندما توقفت عمليات نقل البنزين تم إحضار الجيش لسبب معلن وهو قيادة شاحنات الوقود، لكن السبب الحقيقي كان لترهيب سائقي الشاحنات وإظهار أن الحكومة تسيطر على الأمور، وقالت وزارة الدفاع أيضا إنه “لطمأنة المواطنين”.

وأشار الكاتب إلى أن هناك بعض الوظائف في أوقات السلم التي تحتاج إلى العسكريين المدربين مثل التخلص من القنابل، وأحيانا يحتاج السياسيون لاستخدام الجيش لإثبات أنهم يسيطرون على زمام الأمور.

ففي عام 2000 كان السائقون العسكريون على أهبة الاستعداد خلال احتجاجات الوقود. كما تدخلت القوات العسكرية لتوفير الأمن لأولمبياد 2012 عندما فشلت شركات الأمن الخاصة. وغالبا ما يكون التدخل العسكري مقياسا لشدة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات.

وبحسب الكاتب، فإن وباء كورونا أدى لزيادة المساعدة العسكرية للسلطات المدنية وأقام الجنود مستشفيات ميدانية، ونقلوا الناس ومعدات الحماية، وقدموا الدعم اللوجستي لبرامج الاختبار والتطعيم، وكان مسعفو الجيش في الخطوط الأمامية السريرية.

ورغم أن بريطانيا ليست الدولة الوحيدة التي اعتمدت على قواتها المسلحة في الأزمة، لكن هناك فرقا بين العمل الإضافي العرضي والعمل لإنقاذ حالة لا تستطيع السلطات المدنية التعامل معها بسبب الإجهاد.

وهذا التدخل يثير الإنزعاج والقلق من عمل الحكومة البريطانية، مثلما حدث في عملية إخلاء كابول في أفغانستان، يقول الكاتب، الذي عبر عن اعتقاده بأن لندن “فشلت في إدارة العملية وكانت “معطلة وفوضية”، وفقا لشهادة أحد المبلغين عن المخالفات أمام تحقيق برلماني.

ووصف رافائيل مارشال، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية البريطانية، المشهد في الوزارة بأنه كان نموذجا للفشل المؤسسي والفردى على كل المستويات.

وكان دومينيك راب، وزير الخارجية آنذاك ووزير العدل الآن، مهووسا بالسيطرة غير الحاسمة، فكان يهتم بالنقاش حول تنسيق الأوراق والملفات أكثر من اهتمامه بقراءتها، وكان هناك تأخير في اتخاذ إجراء بشأن حالات الأفغان اليائسين الذين يلتمسون اللجوء هربا من انتقام قوات طالبان، وفق الكاتب.