الأمة| تحت شعار “التحديات من أجل عالم أفضل”، انطلقت “قمة البوسفور” في نسختها الثانية عشرة بمدينة إسطنبول التركية، تحت رعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمشاركة رؤساء وشخصيات من 49 دولة حول العالم وعدد كبير من المشاركين.

 

وتنظم “منصة التعاون الدولي”İCP- UiP” “قمة البوسفور” سنويًا، بهدف طرح عديد القضايا ذات الاهتمام المشترك بين دول العالم كما يتخلل القمة لقاءات وحوارات بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات تعاون مشتركة مهمة.

  افتتح جنغيز أوزغنجيل، رئيس منصة التعاون الدولي (ICP)، يوم الاثنين، الدورة الـ 12 من قمة البوسفور في إسطنبول، وتحدث عن أهمية القمة التي عقدت بشكل تفاعلي لأول مرة بعد انقطاعها بسبب جائحة كورونا، مؤكدا على أهميتها لمواجهة الصعوبات الدولية سواء على الصعيد السياسي والاقتصادي والدبلوماسي، قائلا “نحن نؤمن أن قمة البوسفور ستضيف الكثير لعالم الأعمال والسياسة بعد الصعوبات التي واجهها العالم بسبب جائحة كورونا”.

 

كما أشار أوزجنغيل إلى أن منصة التعاون الدولي هي منصة تهدف إلى دعم البلاد وأكد على أن هذه القمة تعتبر من أهم الوسائل من أجل تحقيق التعاون الدولي وعقد سلسلة من الاتفاقيات خلال الدورات السابقة. كم أن شعار هذه الدورة يشمل العديد من القطاعات الحساسة كالصحة والاقتصاد والسياسة والتجارة …

وخلال حديثه عن جائحة كورونا قال أن الحياة تغيرت وبدأت تظهر قواعد تجارية واقتصادية جديدة كما زاد الاهتمام بصحة الإنسان عبر تكثيف البحوث الطبية والعلمية.

 

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعتذر عن حضور القمة، لوجود لقاءات دبلوماسية عاجلة، ولكنه أكد من خلال رسالة وجهها إلى القمة والمشاركين، على دعمه الدائم لأعمال القمة، مشيرا إلى أهمية القمة في عالم الأعمال والسياسة وخاصة عقب  أزمة كورونا”.

 

بصفته الرئيس الفخري لمجلس أمناء قمة البوسفور افتتح الدكتور طلال أبوغزاله القمة الثانية عشر لهذا العام وعبر تقنية الفيديو كونفرس بخطاب افتتاحي هام أمام الحضور من ممثلي الدول ورجال الأعمال والمستثمرين والمهتمين بالتنمية الاقتصادية ممن شاركوا في القمة من 49 دولة حول العالم. وخلال الكلمة التي ألقاها تحدث عن التحديات الدولية التي يواجهها العالم ولخص تلك التحديات في خمس نقاط أساسية هي المناخ والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي والاحتباس الحراري وجائحة كورونا.

ومن جهته الدكتور عبد الله معتوق المعتوق رئيس مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والمستشار الخاص للأمين العام للامم المتحدة وفي كلمته التي ألقاها قال أن اجتماع القمة هذا جاء في ظل أوضاع وظروف استثنائية بالغة الدقة والتعقيد تفرض علينا مسؤوليات جساما وتضعنا أمام تحديات كبرى تتطلب منا أن نكون على قدر كبير من المسؤولية، وبصفته ضمن الفاعلين والمشتغلين بالعمل الإنساني صرح أن جائحة كورونا فرضت علينا واقعا جديدا أسفر عن فجوات عميقة في مسار التنمية وتداعيات جمة على مستوى مختلف الأصعدة الإقتصادية والصحية والإنسانية والإجتماعية وغيرها، وعليه كمجتمع إنساني يقول الدكتور المعتوق أنه لابد من رفع أصواتنا ونطالب المجتمع الدولي بدوله ومنظماته بالحد من هذه المعاناة الإنسانية عبر وضع حلول سياسية عاجلة للأزمات الحالية وتفعيل القانون الإنساني الدولي ومحاسبة منتهكيه. 

 

وأضاف أن هذا اللقاء العالمي المهم يجب علينا أن نعلن فيه عن تضامننا مع ضحايا حالات الطوارئ المناخية التي تجتاح العالم كما يجب علينا أن نستنهض أرباب الهمم الإنسانية أفرادا ومنظمات ليهبوا لنجدتهم وتخفيف معاناتهم وتعويضهم عما لحق بهم من اضرار فادحة.

 

ومن المقرر أن تستمر القمة على مدار يومين بمجموعة من اللقاءات والحوارات والمحاضرات وجها لوجه مع مجموعة من اللقاءات والمشاركات أون لاين.

 

وعبر مشاركته بمداخلة عبر تقنية الفيديو كونفرانس صرح نائب رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي نائب الأمين العام السيد هاوليانعشو أن دول العالم مؤخرا بذلت جهودا كبيرة من أجل أهداف الاستثمار والتنمية المستدامة، كما أكد على ضرورة توفير التمويل اللازم لتحقيق مساعي التنمية المستدامة من خلال التركيز على فرص الاستثمار فيها وذلك من خلال تطرقه للدعم المقدم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتركيا.

ومن جهته قال حاكم ولاية بنجاب الباكستانية تشادري محمد ساروار إن الجائحة العالمية زادت من ابتعاد الدول عن بعضها بدل من تقاربها واتحادها، وأضاف أن كورونا أثرت بشكل كبير وقوي على مختلف دول العالم خلال السنتين الأخيرتين: 2020 و2021.

 

وخلال حديثه عن التغير المناخي شدد على أن باكستان من أكثر دول العالم تضررا وتأثرا بالتغير المناخي وفي الوقت ذاته أشار إلى أهم الإجراءات التي اتخذتها بلاده من أجل مكافحة هذه الظاهرة.

 

وتسجل القمة هذا العام مشاركة قياسية للعديد من الشخصيات المهمة في صناعة القرارات دوليا، من بينهم رؤساء دول ووزراء ورجال فكر وأعمال وباحثين وأساتذة جامعيين.

من د. كمال إبراهيم علاونة

أستاذ العلوم السياسية والإعلام - فلسطين