وجّه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، الإثنين، اتهامات للاحتلال الصهيوني بإفشال محادثات الاتفاق النووي قائلاً إنها تعارض الحوار في المنطقة، ووظفت جهودها لإفشال الاتفاق، مشيراً إلى أن الأطراف الغربية في محادثات فيينا لم تكن جادة بمقترحات طهران.

وأضاف المسؤول الإيراني أن إسرائيل ليست عضواً في الاتفاق النووي ولا يحق لها انتقاد الآخرين، مؤكداً أن مبدأ خطوة مقابل خطوة في محادثات فيينا غير مطروح.

أما عن موقف إسرائيل، فأوضح المتحدث باسم خارجية إيران أنها كانت ضد الاتفاق النووي منذ البداية، مشيراً إلى أن طهران لا تهتم بمواقفها.

ويأتي هذا بعد أن قالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية في تقرير إن المسؤولين الإسرائيليين ندَّدوا بتعامل الولايات المتحدة مع المحادثات النووية مع إيران، محذرين من سيناريو توافق فيه واشنطن على رفع العقوبات الإيرانية مقابل اتفاقية وسيطة، بموجبها توافق طهران على بعض المطالب فقط، مثل وقف تخصيب اليورانيوم أو وقف الأبحاث النووية والتطوير.

مسؤولون إسرائيليون قالوا إن مثل هذا الاتفاق، إن حدث، سيقضي على إحدى أهم أدوات المجتمع الدولي ضد البرنامج النووي الإيراني.

أحد المسؤولين، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قال إن الأمريكيين لا ينفون رغبتهم في التوصل إلى مثل هذه الصفقة، لكنه أوضح أن المسؤولين الأمريكيين فوجئوا بتقديم المندوب الإيراني لورقتي موقف تضمنتا مطالب حازمة تتعلق برفع العقوبات وشروط إيران للعودة إلى الاتفاق النووي.

تشمل مسودات الاتفاقات التي قدمها علي باقري كني، كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، الانسحاب من جميع التفاهمات التي جرى التوصل إليها في الجولة السابقة من المحادثات، في يونيو/حزيران 2021، فضلاً عن مطالبة القوى العالمية برفع العقوبات الاقتصادية فقط ضد إيران، وتقديم ضمانات بعدم فرض عقوبات جديدة عليها في المستقبل، في خطوة تهدف إلى طمأنة المستثمرين المحتملين.

في غضون ذلك، من المقرر أن تتكثف جهود إسرائيل الدبلوماسية. ومن المقرر أن يتوجه رئيس الموساد ديفيد بارنيا إلى واشنطن في غضون أيام قليلة، حيث سيجري محادثات “مهمة للغاية” مع مسؤولي الإدارة لإقناعهم بعدم التوقيع على اتفاق وسيط مع إيران. كذلك سيسعى إلى حشد الدعم الدولي للعقوبات القاسية التي ستجبر إيران على التراجع عن برنامجها النووي.

على الجانب الآخر، كان وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن صريحاً، على الأقل في خطابه. وقال: “إذا تبين أن الطريق إلى العودة إلى الامتثال للاتفاق يمثل طريقاً مسدوداً، فسنسعى وراء خيارات أخرى”، مضيفاً أنه يتعين على إيران اتخاذ قرارات جادة للغاية خلال الأيام القليلة المقبلة، مثل المحادثات غير المباشرة بين إيران والوساطة الأمريكية حتى الأسبوع المقبل.

كذلك انتقد مسؤول أمريكي آخر بشدة سلوك إيران في فيينا يوم السبت 4 ديسمبر/كانون الأول 2021، قائلاً إن الولايات المتحدة لن تواصل جهودها لتجديد الاتفاقية “إلى الأبد”. وفي إفادة إعلامية، قال المسؤول إن الولايات المتحدة مستعدة لاحتمال عدم التوصل إلى اتفاق مع طهران، مضيفاً أنه إذا توصلت واشنطن إلى نتيجة مفادها أن إيران أماتت الاتفاق، فمن المتوقع فرض عقوبات إضافية.

أعرب مسؤولون أوروبيون عن استيائهم من مطالب الإدارة الإيرانية المتشددة الجديدة، حيث دعا ماكرون الجمعة 3 ديسمبر/كانون الأول 2021 إلى زيادة النفوذ الإسرائيلي على المفاوضات، وقال للصحفيين إنه سيكون من الصعب التوصل إلى تفاهمات مع إيران دون تدخل إسرائيل ودول الخليج العربي. وكان الرئيس الفرنسي ماكرون متشائماً بشأن التوصل إلى مثل هذه التفاهمات في المستقبل القريب.