أعلنت الحكومة العراقية إتمام خطة الربط الكهربائي مع تركيا، مما يعزز استقرار الكهرباء في البلاد، والتخلي عن إيران كمصدر وحيد للطاقة.

وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية أحمد موسى إن “الوزارة أنجزت الربط مع الجانب التركي عن طريق اقليم كردستان عبر الخطوط 132 و400 بالكامل”، موضحا أنه “لم يتبق سوى الاتفاق على كميات الطاقة المنقولة وسعر التعريفة”.

وأضاف، “الربط الآن جاهز وبانتظار التشغيل حسب احتياج العراق من الطاقة”، مشيرا الى أن “الربط لا يعني استيراد الطاقة فقط، وانما لتحقيق الوثوقية والاستقرار للشبكة الكهربائية وهذا يندرج ضمن خطط الوزارة لتنويع مصادر الطاقة”.

وحول خطة تغطية احتياج العراق من وقود تشغيل محطات الكهرباء، أشار الناطق الرسمي إلى أن “هناك خططا طموح لدى وزارة النفط لاستثمار وتأهيل حقول الغاز والاستفادة من الغاز في تزويد المحطات الكهربائية بدلا من إحراقه”، موضحا أن “الحاجة حاليا مازالت حاكمة لاستيراد الغاز”.

وحول استحقاقات الغازالإيراني، أوضح موسى أن “الوزارة اتفقت مع الجانب الايراني على استعدادها لدفع جميع الفواتير عن قيمة الغاز المجهز رغم انحسار الاطلاقات”، مؤكدا أن “الكهرباء تعهدت للجانب الايراني بسداد جميع المستحقات”.

وتابع أن “انحسار الاطلاقات للغاز الايراني كبير، حيث يفترض أن تكون الكميات الموردة 50 مليون متر مكعب باليوم، الا أنها انحسرت الى 8 ملايين ونصف مليون متر مكعب في اليوم، مما شكل خسارة كبيرة للمنظومة الكهربائية”.

يشار إلى أن تركيا تصدر الكهرباء في الوقت الراهن إلى 3 دول هي جورجيا واليونان وبلغاريا.

 

وخلال الأعوام الماضية شهدت عدة محافظات جنوب العراق مظاهرات احتجاجية على انقطاع الكهرباء، وهي الأزمة التي يواجهها العراقيون صيف كل عام، رغم إنفاق المليارات على قطاع الكهرباء دون جدوى، وبسبب احتكار إيران تصدير الكهرباء إلى العراق وعرقلة الشركات الأمريكية العاملة في العراق مشاريع شركات دولية أخرى.

والعراق يعاني نقصاً في إمدادات الطاقة الكهربائية منذ العام 1990 عقب فرض الأمم المتحدة حصاراً على العراق، وتفاقمت المشكلة بعد العام 2003، وازدادت ساعات انقطاع الكهرباء الى نحو عشرين ساعة في اليوم الواحد.

ويبلغ إنتاج الطاقة الكهربائية في العراق قرابة 18 ألف ميجاواط/ ساعة، بينما يبلغ حجم الاستهلاك 23 ألف ميجاواط؛ وعجز يبلغ 4000 ميجاواط، فيما يتم استيراد ألف ميجاواط من إيران.

ويبدو أن حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قررت اتباع سياسة تنويع التحالفات خاصة في مجال الطاقة، بعد أن اقتصر سابقوه على إيران.

حيث أعلنت بغداد في 2019 عن اتفاق لتفعيل الربط الكهربائي مع السعودية، وتطوير سوق الطاقة بالاضافة إلى الاستثمار والمشاركة في تمويل مشروعات توليد ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية (المتجددة والتقليدية) في العراق.

من د. كمال إبراهيم علاونة

أستاذ العلوم السياسية والإعلام - فلسطين