أن تنجح في إقصاء قلوب وعقول من المسلمين فيستثمرهم أعداء الإسلام ضد الأمة العربية والإسلامية فثم جريمة منظمة تقع بقصد أو بدون قصد؟

رغم نفاق ابن سلول وجريمته الباغية على الإسلام والسنة والأمة ورسول الإسلام

إلا أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، نجح نجاحاً باهراً في محاصرة النفاق السلولي وعدم تحويله إلى ظاهرة مجتمعية داخل الواقع المدني أو في عموم جغرافيا الأمة آنذاك.

غالبية أو معظم أبناء الحركة الإسلامية أو الأمة الإسلامية ما نجح إلا في الإقصاء للآخرين لمجرد الخلاف فيقع إحدى الطرفين في شباك المخالفين

وهذا ما حاول استثماره وكلاء هرقل حال معايشة الصحابة، رضي الله عنهم أجمعين، لتطبيق البراء من صنيع المخلفين عبودية لله رب العالمين

فتربص وكيل هرقل بحالة الفراق بين الصحابة وكعب بن مالك فحاول الاصطياد في الماء العكر،

الذي لم يفهم طبيعة الرجال الموجودين في المشهد فجر كعب خطاب وكيل هرقل في التنور.

وفي وقعنا اليوم كم يوجد من هرقل متربص بالفرقاء

ولكن لا يوجد عقل كعب بن مالك رضي الله عنه فوقع الصدام والهلاك بين المسلمين

لمجرد شرعنة الرؤية وجعلها حصرية في واقع متغير ومتقلب نتيجة  للسقوط في تيه ردود الأفعال.

هو مريض بالجهل فهل صنعت له دليلاً لمحبة طلب العلم؟

هو مصاب بمرض الأحادية والطائفية وعقدة الأنا فهل نجحت في استدراجه لبستان العطاء الروحي بلا حدود؟

هل ينفع مجرد الإشارة بالأكف والأصابع إلى المقصرين أو المخالفين؟

من يوقف تيه التنازع فيمنع سقوط العقول في تيه الشباك وشراك الأعداء؟

متى ننجح في استرداد عقلاً هربت من الكيان الكلي إلى تيه الهوى الطائفي بعد مظنة وحصرية النجاة في آلياته؟

متى ندرك الطبيعة الربانية والجغرافية للأمة العربية والإسلامية المتنوعة لا المتصارعة؟

من د. أحمد زايد

أستاذ مشارك في كلِّيتي الشريعة بقطر، وأصول الدين بالأزهر