تعيس تونس الذي انفرد بالسلطة وتفاجأ باستسلام حركة النهضة، في واحد من أغرب انقلابات السياسة، يقول بأنه سيعدل الدستور وسيغير طبيعة النظام!!

وهكذا يرى الناس جميعا أن الاستسلام لا يسبب الإحراج، ولا يسحب الذرائع، ولا يزيل الشمّاعات.. المسار واحد!

أتذكر بالأسى والألم أن الغنوشي تنازل في سبيل هذا الدستور عن كل شيء، وكان يراه إنجازا عظيما يستحق كل تنازل!!

وله حلقة لا أنساها -مع أحمد منصور في برنامج بلا حدود، فبراير 2014- كانت نموذجا لبؤسه وتهافته!!

في تلك الحلقة كان كلما ضاق عليه الخناق قال: صنعنا دستورا لتونس!!

كأن الدستور يغفر ما تقدم من الخطأ وما تأخر!! وكأن الدستور يعصم من الانقلابات!! وكأن الدستور هو علامة نجاح الثورات!!

متى نعرف أن الدساتير مجرد حبر على روق!

ملاحظة للأغبياء:

هذا الكلام ليس تشفيا في النهضة ولا فرحا بما نزل بها، هذا الكلام أقوله منذ 2013..

ولو أني أحب المعايرة والتشفي لأتيتُ بنصوص ما كتبتُه حينها «ولربما أفعل لأفقأ عين الأغبياء الذين لا يتعظون أبدا»!

وحين يقع شيءٌ طالما حذرنا منه، فأولى الناس أن يتكلم هو من حذَّر ونبَّه، أما من جعل من نفسه ماكينة تبرير وتزوير..

فعليه أن يقعد مع نفسه ليندم أو ليعيد التفكير أو حتى ليتعلم، بدل أن يأتينا ليوزع مواعظه حول الوقت المناسب وخصوصية التجربة وبقية الكلام السخيف الذي لا نفع فيه.