أولًا:

هم طلبة علم اجتمعوا حول شيخهم المُلّا محمد عمر لتطهير ولايتهم (قندهار) من تجار الحرب وقطاع الطرق عام ١٩٩٤؛ وبعدما كانوا فوق الخمسين بقليل..

بدأ طلبة العلم في شتى بقاع أفغانستان يعلنون الانضمام إليهم؛ حتى تمكنوا من السيطرة على الحكم في عامة الأراضي الأفغانية عام ١٩٩٦.

ثانيًا:

هم شيء، وتنظيم القاعدة شيء آخر، وتنظيم الدولة (داعش) شيء ثالث؛ فلا يجوز الخلط بينها وبين الفصيلين الآخرين.

ثالثًا:

على إثر أحداث ١١سبتمبر أعلنت أمريكا الحرب عليهم في ١٠ / ٢٠٠١

وسيطرت على كابول في غضون شهر من القصف العنيف على سائر أنحاء أفغانستان؛

واحتلتها طيلة عشرين عامًا متواصلة، لم تتوقف فيها الحرب بينها وبين الحركة التي اتخذت من الجبال موطنًا لها،

بيد أنها كانت تسيطر أحيانًا على بعض القرى.

رابعًا: مات الملّا عمر في ٢٠١٣ بشكل طبيعي، ولم تعلن الحركة خبر وفاته إلا عام ٢٠١٥؛

وتصرح بعض التقارير أنه كان يعيش في بيت قديم بالقرب من إحدى القواعد الأمريكية، ومات بعدما اشتد عليه المرض.

خامسًا:

بايعت الحركة الملا أختر منصور؛ والذي استشهد في غارة أمريكية استهدفته في باكستان عام ٢٠١٦؛ ثم بايعت الحركة الملا هيبة الله أخنزاده.

سادسًا: رغم أنهم ماتريدية صوفية (كغالبية شعوب هذه المنطقة)..

إلا أنهم لم يدخلوا في مشاكل عقدية مع أي فصيل إسلامي آخر، وليس بينهم وبين بقية المسلمين أي صراع من منطلق عقدي أو مذهبي.

سابعًا: كل خطاباتهم (القديمة والجديدة) تحمل نَفَس الرغبة الحثيثة في إقامة الشريعة الإسلامية؛ وحيث أنهم بشر يجتهدون = فيصيبون ويخطؤون؛

فلابد أن يُحكَم على أفعالهم وفق ميزان العلم والعدل الذي لابد منه مع الحاكم المسلم المستحق للنصرة والدعاء والتقويم.

ثامنًا: بعد سنوات من المفاوضات مع الأمريكان بدأت عملية الانسحاب في مايو الماضي،

وسيطرت الحركة على العاصمة يوم الأحد ١٥ / ٨ / ٢٠٢١

بعد انهيار القوات الأفغانية الموالية للأمريكان وهروب الرئيس أشرف غني إلى الإمارات.

نصيحة:  إياك والعقلية العلمانية أو المدخلية أو الداعشية وأنت تتعاطى معهم؛ واجتهد في التجرد حتى يكون حكمك صحيحًا وتعاملك منضبطًا.

والله من وراء القصد.

من د. عبد الغنى الغريب

رئيس قسم العقيدة بجامعة الأزهر