التجارب التاريخية لا تستنسخ مع اختلاف معطياتها

الدعوة لاستنساخ تجربة الجماعة الإسلامية مع معتقلي التيار الإسلامي اليوم؛ هي دعوة ساذجة وغير ممكنة،

فالسيسي جاء ونظامه المجرم في إطار صراع صفري مع الإخوان وقطاع كبير من الإسلاميين ممن أيدوهم.

بينما جاء مبارك ونظامه -وهو أب غير شرعي للنظام الحالي- جاء كنتيجة لصدام الإسلاميين مع سلفه فولد قيصرياً في عملية ٨١.

وإنما أطال أمد الصراع بينه وبينهم؛ هو الصدام اللانهائي للتيار الجهادي،

مما أتاح للإخوان فرصة الارتياح السياسي والتمدد المجتمعي،

كما سمح بانسياح مد السلفية السعودية المصدرة بالمال والملوثة بالنفط لتغرق الواقع كله؛

وتحل محل السلفية الجهادية وربما الإخوان إن أمكن ذلك،

وكانت المفاجأة أن ذلك لم يحدث فقد انحازت غالبية القطاعات السلفية للإخوان لاحقاً خلا شرذمة برهامية خائنة، وطائفة مدخلية مجرمة!

كما أن عقلية السيسي نفسه ليست سياسية وإنما استئصالية،

ولا يرضى بغير الاستسلام المحض، وربما قتل خصومه بعد استسلامهم أيضاً وهو يضحك كالأبله فلا مانع عنده ألبته.

كما أن سياساته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية السريعة للغاية لا تؤدي إلا إلى قرب سقوطه إن شاء الله،

وسقوط كل الأزلام والأورام والأدران العالقة بجداره المتسخ.

من عبد الرحمن محمد جمال

مدرس بجامعة دارالعلوم زاهدان - إيران، مهتم بالأدب العربي وعلوم الحديث وقضايا الفكر والوعي الإسلامي.