الثانوية وصناعة الإحباط!

المتابع الجيد لسياسة التعليم في مصر يجد أن النظام يريد أن يصل بالشعب إلى حقيقة راسخة بأنه لا مجال للفقراء في هذا البلد !

فهو يضع الأسرة المصرية بين مطرقة الخوف من المستقبل، وسندان الإحباط،

فرغم آلاف الجنيهات التي تنفق على الدروس والكتب الخارجية

-والتي تصل في المتوسط إلى ستة آلاف شهريا- عندما يأتي الامتحان يتحول إلى مفرمة حقيقية تدمر شبابنا وتقتل فيهم الأمل،

وتظهر الحالات المعبرة عن هذا في صور الانتحار المتكرر بعد كل امتحان، وصل العدد الآن إلى العشرين طالبا، مع حالة من التوتر والضغط النفسي الهائل،

والذي أدى إلى موت طالبة قبل دخول الامتحان، ثم طريقة الامتحان المرعبة بعدد هائل من الأسئلة في وقت لا يكفي،

وفي نهاية الأمر يذهب الأغنياء إلى الجامعات الخاصة والفقراء إلى المجهول!

وهذا تأكيد على فكر الجمهورية الجديدة (نحن شعب وأنتم شعب)، فشعب العاصمة الإدارية والقطار الكهربائي هو الشعب المختار.

وشعب العزب والكفور والنجوع وقطارات الحوادث هو شعب الخدم والعبيد!

من د. إبراهيم عوض

أديب عربي ومفكِّر إسلامي مصري