لم يسلم أحد من المسلمين الصادقين من الهجوم الهمجي العلماني – في مصر وغيرها – على أهل الدين..

سواء أكانوا علماء أو دعاة أو مفكرين أو ناشطين من العاملين، أو من المتدينين العاديين..؟! حتى ولو آثروا السلامة وسكتوا عن المجرمين..

صنوف الإجرام في حق أهل الإسلام لا تتوقف عند حد معين.. من الإعدام البدني إلى الإعدام المعنوي،

لأن اللادينيين وعملاءهم ما كانوا ليتورعوا عن استباحة حدود وحقوق وحرمات المخلوقين؛ وهم يتعدون حدود الله أحسن الخالقين؛

ولذلك فإنهم يرواحون في أذاهم بين السخرية كأداة.. مع تسخير القساة وتسليط العداة، وشراء ذمم الناقمين من القضاة والإعلاميين ، وسائر المتنفذين..

لا يرون المهتدين إلا ضالين

وهؤلاء المجرمون -لكونهم مجرمين- لن يسكتوا عن أهل الدين، ولن يتوقفوا عند حد لأنهم في الحقيقة يريدون ذات الدين،

ولهذا وصف الله تعالى أمثالهم بالمجرمين، لأنهم يستمرؤون إلصاق ذاك الوصف بالأبرياء المصلحين.. فقال سبحانه:

{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (٢٩) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (٣٠) وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ (٣١) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (٣٢)}

[ من سورة المطففين]..

فهم لضلالهم لا يرون المهتدين إلا ضالين..

يريد المجرمون في النهاية ان يقولوا لسائر المفرطين والشواذ المنحلين عن روابط الأخلاق والقيم والدين..

أنتم أفضل وأطهر واتقى وأنقى من كل هؤلاء المتدينين، بل إنهم كثيرا ما يتجرأون بلسان الحال أو المقال..

{وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} (النساء-٥١).

الهجوم على الرموز

الجديد في مسالك المجرمين في استهداف الدين؛ هو تركيز الهجوم على الرموز -كل الرموز- من كافة اتجاهات الإسلاميين، حركيين أو علميين، أحياء كانوا أو ميتين، ليسقطوهم فيسقطوا معهم هيبة الدين،

ومؤخرا قال أحد أركان «تيار التصوف السياسي العالمي» ساخرا مستهزئا بالعلامة الشامة ( أبي إسحاق الشاطبي) ناصر السنة وقاهر البدعة، المتوفى سنة (٧٩٠ هـ ) (١٣٨٨م)..

قال عنه: ( ده كان مجرد صحفي.. كان بيكتب في جرايد عصره) !!..

وتبعه آخرون من جهلة الإعلام بتسليط من مسئولين لئام، ليهاجم في قناة الإخبارية السعودية الموجهة.. الإمام ناصر الدين الألباني،

وهو أحد أكبر العلماء المعاصرين في علم الحديث، مدعيا عليه بأنه كان أحد اسباب التطرف الذي صاحب الصحوة في الثمانينات..

لا عزاء لنا في الفتن الناشئة عن الهجمة العلمانية الإجرامية على المصلحين من أهل الدين..إلا قول رب العالمين:

{وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} (الأنعام/١٢٣)..

فاللهم امكر بهم.. واصرف عن المسلمين والمصلحين شرورهم

من عامر عبد المنعم

كاتب صحفي مصري