أعلنت الاذاعة الالمانية “إيه.آر.دي”، الجمعة، أن عدد القتلى جراء الفيضانات العارمة التي تجتاح غرب ألمانيا زادت لما لا يقل عن 93 في ألمانيا،فيما وصل إجمالي القتلى بأوروبا 108،وفي ولاية شمال الراين وستفاليا (غرب)، وهي واحدة من أكثر المناطق تضررا، بلغ عدد القتلى حتى الآن 43، بعدما كانت الحصيلة 31 في اليوم السابق.

وقالت شرطة مدينة كوبلنتس إن أكثر من 1000 شخص مفقودون في منطقة نوينار آرفايلر.

 

 

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في راينلاند بالاتينات تيمو هاونجز، الجمعة، إن عدد القتلى ارتفع، ما يرفع العدد الإجمالي للقتلى إلى 93 على الأقل فيما يبقى المئات في عداد المفقودين.

وما زالت فرق الطوارئ الألمانية الجمعة تبحث عن مئات الأشخاص المفقودين بعد أسوأ فيضانات تضرب غرب البلاد.

وأعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من واشنطن حيث التقت الرئيس جو بايدن عن خشيتها “من عدم القدرة على معرفة الحجم الحقيقي للكارثة إلا في الأيام المقبلة”.

وعنونت صحيفة “بيلد” اليومية الأكثر قراءة في ألمانيا صفحتها الأولى “فيضانات الموت” بعد هطول أمطار غزيرة في مناطق عدة، تسببت بأضرار مادية وزرعت رعبا بين السكان الذين فوجئوا بالفيضانات.

وأحصت بلجيكا المجاورة 9 قتلى على الأقل فيما تضررت لوكسمبورغ وهولندا بشدة جراء السيول، وقد أجلي الآلاف في مدينة ماستريخت.

لكن حصيلة القتلى في ألمانيا كانت الأعلى وقد بلغت 81 ومن المرجح أن ترتفع مع بقاء أعداد كبيرة من الأشخاص في عداد المفقودين في ولايتي شمال الراين- وستفاليا وراينلاند بالاتينات، الأكثر تضررا.

في منطقة آرفايلر المدمرة في راينلاند بالاتينات، فقد حوالى 1300 شخص إلا أن السلطات المحلية أفادت لصحيفة “بيلد” بأن هذا العدد الكبير يعود على الأرجح إلى تضرر شبكات الهاتف وبالتالي عدم القدرة على التواصل مع كثر.

وقال وزير الداخلية الإقليمي روجر لوفنتز لإذاعة “إي دبليو آر”، “نعتقد أنه ما زال هناك 40 أو 50 أو 60 شخصا في عداد المفقودين، وعندما لا تعرف أي شيء عن أشخاص لفترة طويلة… عليك أن تخشى الأسوأ”.


وأضاف أنه “على الأرجح سيستمر عدد الضحايا في الارتفاع في الأيام المقبلة”.

ومن المتوقع استمرار هطول الأمطار في أجزاء من غرب البلاد حيث يرتفع منسوب المياه في نهر الراين وروافده بشكل خطير.  

ونُشر حوالى ألف جندي للمساعدة في عمليات الإنقاذ وإزالة الأنقاض في البلدات والقرى المتضررة.

ويمكن مشاهدة شوارع ومنازل غارقة تحت المياه وسيارات منقلبة وأشجار مقتلعة في كل المواقع التي أتت عليها الفيضانات فيما عزلت بعض المناطق عن العالم الخارجي.

أما في بلجيكا، فما زال خمسة أشخاص في عداد المفقودين، وقد أرسل الجيش إلى أربع مقاطعات من أصل 10 في البلاد للمساعدة في عمليات الإنقاذ والإجلاء.
ومع غرق المنازل بالمياه منذ، الأربعاء، نقل أشخاص من منتجع سبا مؤقتاً إلى خيام. وقال رئيس فالونيا إليو دي روبو، إن نهر الموز المتضخم «سيشكل خطراً على لييج»، وهي مدينة مجاورة يقطنها 200 ألف شخص.
كذلك، حرم أكثر من 21 ألف شخص من الكهرباء في المنطقة، وفقاً للهيئة التي تدير شبكات توزيع الكهرباء والغاز في فالونيا.

ظاهرة تغير المناخ:

أعادت العواصف ظاهرة تغير المناخ إلى قلب الحملة الانتخابية في ألمانيا قبل الانتخابات المقررة في 26 سبتمبر/ أيلول، والتي ستنهي 16 عاماً من وجود ميركل في السلطة.


وقال وزير الداخلية الألماني هورستسيهوفر، إن ألمانيا «يجب أن تستعد بشكل أفضل» في المستقبل، مضيفاً أن «هذا الطقس المتطرف هو نتيجة لتغير المناخ».

ونظراً إلى أن الغلاف الجوي الذي أصبح أكثر دفئاً يحبس المزيد من المياه، فإن تغير المناخ يزيد من وتيرة وشدة الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة.

وفي المناطق الحضرية التي تضم نظام صرف صحي سيّئاً ومباني واقعة في مناطق عرضة للفيضانات، قد يكون الضرر كبيراً. وقد سارع المرشحون إلى إثارة مسألة المناخ وإطلاق الوعود بشأن المناخ بعد الفيضانات.

من عبدالهادي راجي المجالي

‏كاتب صحفي أردني