تتميز الشريعة الإسلامية بأوسع سبيل، وأسمح أحكام فيما تختص به من حيث السلوك والأداء وتقوم ضوابطها على طاقات الناس ووسعهم وهى تكاد لا تنحصر بحسب تفاوت قدرات المكلفين وطاقاتهم والسياقات التي يحيون فيها على جغرافيا متعددة وبأعراف وعادات شتى ولكن جعل تلك الطاقات والأوساع والأذواق والأعراف والعادات والتي تشمل السلوك والنمط معيار وحيد للحكم على الآخر من أبناء الأمة والمكلفين  وتشن الحروب عليه  هذا هو التمزق الحقيقي والفتنة الكبرى والتي انتقلت وتطورت من فتنة العصبية القبلية لفتنة السلوك والنمط وجعل النعمة نقمة  وتبديل لنعمة الله كفرا ومن ثم الخراب وكفونا عدونا مؤنة القضاء علينا

لا تخسروا الميزان.. الأنماط والمعايير والمبادئ الكلية

حين تحتل الأنماط السلوكية والتي لطبيعتها تنشأ من عدة عوامل مركبة في زمن ما ومكان ما وعرف ما وعادات ما وجغرافيا ما وتخضع لسلطان السياق العام والمسموح به والمحظور بسبب قوة قاهرة.

وكل تلك المعدودات متغيرة بحكم ديناميكية الحياة وتغير حتى صور القوة وتطورها  محل المعايير والمبادئ وتكون الأنماط معيار للحكم الوضعي ويختفي الحكم القائم على المعايير المنضبطة والمبادئ المتفق عليها ككليات تقع الفوضى.

وتنشأ الخلافات والتصورات وتدب النزاعات والحروب ويذهب الريح، يعتزل العلماء والراسخون في العلم لأنهم يعلمون علم اليقين أن الناس كل الناس لن تستفيق إلا بعد نزول الكوارث والعقاب بسبب اختلال الموازين وتخسير الميزان الرباني لتغييب أوليائه والربانيين عن سدة الأمر، يعنى السلفيين، بتعدد مشاربهم وتصوراتهم والإخوان والبلاغ والدعوة وكل التيارات بما فيهم المتصوفة وغيرهم من جماعات.

كل هؤلاء في معايير العلم نمط سلوكي بما فيه تصوراتهم عن كل شيء وهو دون المعايير الموضوعية والمبادئ الكلية صحيح هم يتحاكمون لنمطهم على المخالف ولهذا حكمهم في نهاية الأمر حكم نمطي سلوكي هو أقرب الوسع والطاقة التي يعذر بها السالك لا يرقى للمعيار الموضوعي والمبادئ الكلية.

وصحيح بحكم تطاول الزمن تطور أمرهم فصار لهم مراكز قانونية وتشكلت لهم طوائف أي طائفية وأحزاب وهذا كله لا بأس به إذا تحاكموا للمعايير الكلية والمبادئ.

ولكن للأسف أحتل النمط السلوكي عند الجميع لمعيار وأحتل مكان المعايير الموضوعية والمبادئ الكلية في الحكم على الغير ومن هنا نشأ النزاع والخلاف والاحتراب والتناوش..

كما صحيح جميعهم يصرح بأنهم أصحاب تصور ولا ينفون الآخر ولكن حقيقة الممارسات تكذبهم وعلى تصوراتهم يعقدون الولاء والبراء وما لم نستسلم للميزان على معايير موضوعية ومبادئ ككلية فجميعنا ذاهبون للجحيم.