♦ صحيح لم أذهب إلى الغرب بعد، نسأل الله أن يبلغنا، لكنني مواظب على مشاهدة «ميكس» و«إم بي سي 2»، وأيضًا تابعت صفعة ماكرون باستمتاع وبأكثر من زاوية، ورأيت ضربة برليسكوني وهيلاري وساركوزي وراخوي بتاع إسبانيا.

♦ في صحيح مسلم عدّد عمرو بن العاص ميزات الغرب (الروم الشرقية حينها) ثم قال:  (وخامسة حسنة جميلة “وأمنعهم من ظلم الملوك”).

♦ الديمقراطية الغربية، وإن تعكرت في بعض تفاصيلها، إلا أنها في مجملها صنعت نفسية جريئة مقتحمة قادرة على مواجهة الظلم ورموزه مقارنة ببيئتنا العربية، ولو أحصينا عدد ضحايا الثورات في الغرب ضد الظالمين سنجدهم أضعاف أعداد ضحايا الثورات ضد الظالمين في الأراضي العربية.

♦ طول عشرة الخوف لدينا ولّد أمراضًا فعلية تراكمت مع السنين أثرت بشكل كبير على مخرجات الفكر والفقه بدءًا من أيام الأمويين ومجرميهم حتى العسكر وعصاباتهم، وذلك لأن طول مدى الظلم واستمرار السكوت عليه والشرعنة لهذا السكوت المنثورة في كتب التراث، كان لها أثر كبير للغاية في تكوين النفسية العربية، أثر أعمق بكثير من مجرد الخوف من الثورة على الحاكم أو الخوف من قطع العنق، بل الأمر تعدى إلى أننا صرنا نخشى من بعضنا البعض، بل صرنا نخشى من مجرد الضرر النفسي من إبداء رأي، فكثير منا يهاب أن ينشر قناعاتاته الحقيقية على صفحته الخاصة.

♦ وقد صار شبه مستحيل أن يستطيع الثائر العربي أن يجمع القطاع الأكبر من الشعب صاحب هذه النفسية على ثورة مثلما حدث في فرنسا وبريطانيا وأمريكا، بل يستطيع فقط أن يتحرك بالكتلة الحرجة مدة من الزمن لا يستطيع تجاوزها ثم ينعطف مضطرًّا إلى المسار الإصلاحي الهادئ الذي يناسب الغالبية؛ فحتى إن حدثت ثورة لا بد أن يتم تقليص عمرها قدر الإمكان.