من ظن أن إمبراطوريتي الفرس والروم انتهتا.. فهو غافل مقصر!!

ـ معظمنا حينما يقرأ السيرة النبوية الشريفة ثم يأخذ بنصيب ـ قل أم كثر ـ من التاريخ الإسلامي، يعتقد أن المسلمين حينما استطاعوا هزيمة الفرس وفتح بلادهم بالكامل، ثم تحول هذه البلاد إلى الإسلام، أن التهديد الفارسي قد انتهى، كما أن اعتقاده بأن ما فعله المسلمون مع الروم وفتحهم للقسطنطينية قد أهلكهم وأخضعهم وأنهاهم.. هذا خطأ فادح يجب تصحيحه.

ـ العرق الفارسي والعصبية الفارسية كانت متغلغلة في نفوس أصحابها، وظل الكيد الفارسي موجودًا ضد الإسلام والمسلمين، لأنهم لم يهضموا ولم يستوعبوا أبدًا سقوط إمبراطوريتهم العظيمة على يد العرب البدو البسطاء.. فظلت المكائد الفارسية تدبر ضد المسلمين.. وكان مقتل الفاروق عمر على يد شاب فارسي خير مثال على ذلك.. والعجيب أنهم صنعوا من قبره مزارًا يقصده الناس ويعظمونه حتى اليوم.

ـ كان التهديد الذي تعرضت له الأمة المسلمة من الفرس بعد سقوط دولتهم، إنما هو تهديد فكري، فجاءت المانوية والثنوية والباطنية والشعوبية من هناك.. وكانت تهديدات خطيرة على الأمة.. أجهدتها وأتعبتها وأرهقتها وشتتت جهود علمائها.

ـ لم يستسلم الفرس حتى بعد دخولهم في الإسلام، وما أفكار ابن سبأ وغيره، والتي أسست للفكر الشيعي إلا مزيجًا من فلسفات وأفكار اليهود والفرس. فالفكر والثقافة والميراث الفارسي والفلسفة الفارسية كلها موجودة بعنف وقوة في البنية الفكرية للمذهب الشيعي وما به من أسس تخاصم الإسلام وبساطة وصفاء عقيدته وأفكاره، لتقيم بدلاً منه بناءً من الخرافات والضلالات التي بينها وبين الإسلام ما بين السماء والأرض.

ـ الدولة الصفوية الشيعية المتطرفة.. لم تقم إلا في إيران الفارسية.. فالأرضية مناسبة، والعرق غلاب وضارب في الأعماق.. وأسس الثقافة مازالت تصيغ العقل.. والغل من الإسلام مازال موجودًا.

ـ وما نراه اليوم من محاولات حثيثة لإيجاد هلال شيعي يشكل كماشة والتفافًا وخنقًا وتطويقًا للمسلمين السنة.. حيث المساحة المترابطة الممتدة المتمثلة في إيران وجنوب العراق ونجاحهم في نقل هذا المد إلى سوريا، عبر تابعهم العلوي النصيري،  ثم عبر الجوار الذي تحول إلى وجود شيعي كثيف في الخليج وشرق السعودية.. ثم بانفصال بسيط لكنه يمثل طرفي الهلال ورأس الكماشة وأسنانها: في لبنان، عبر حزب الله.. ثم في اليمن عبر إصرارهم على تحويله كله إلى تابع مطيع، من خلال الحوثيين الذين تحولوا من الزيدية المعتدلة إلى الاثنا عشرية المتطرفة…. هذا كله ليس إلا بقايا الإمبراطورية الفارسية.. التي قامت من جديد قيامة خطيرة.. لتسب الإسلام والصحابة وأمجاد المسلمين وحضارتهم.. ولتلعنهم وتتبرأ منهم وتشوههم.. ولتعلن أن هدفها هو تشييع المسلمين السنة أحفاد أبي بكر وعمر، وإضلالهم والعياذ بالله.

ـ أما تفاصيل ما حدث مع إمبراطورية الروم.. ففي المقال القادم.. إن شاء الله.

من د. منير جمعة

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين