طالب العديد من الكويت بينهم نواب في مجلس الأمة (البرلمان) -عبر مواقع التواصل الاجتماعي- بطرد السفير التشيكي مارتن دوفوراك بعد إعلانه التضامن مع إسرائيل في الحرب التي تشنها على الفلسطينيين، خلال وضعه ملصق “I Stand with Israel” (أنا داعم لإسرائيل) على الصورة الشخصية لحسابه على تطبيق إنستغرام. من جهتها استدعت الخارجية الكويتية دوفوراك وأبلغته باحتجاجها.

وعبّر مغردون كويتيون عن رفضهم للخطوة التي قام بها دوفوراك، عبر وسم #اطردوا_السفير_التشيكي الذي تصدر قائمة الأكثر تداولا على “تويتر”.

كما أثارت الصورة استياء عدد من النواب في مجلس الأمة، حيث دعا النائب عبد الله المضف بـ “سرعة اتخاذ إجراء حازم بحق السفير”. وقال النائب عبد الكريم الكندري “إعلان السفير تضامنه مع الكيان الصهيوني عمل استفزازي ويتنافى مع المهام الدبلوماسية المنوطة به، وهو الأمر الذي يستوجب على وزارة الخارجية اعتباره شخصاً غير مرحب به في الكويت”.

وأما المحامي الدكتور محمد الدوسري، فقد خاطب وزير الخارجية بالقول “السفير التشيكي لم يحترم الأعراف الدبلوماسية، وبالتبعية لم يحترم بلدك، وضرب بذلك عرض الحائط، وأعلن تضامنه مع الكيان الصهيوني في عقر دارك. اتخذ قرارا قبل أن تتم مساءلتك”.

ومن جانبها قالت المحامية حنان البسام “ما حدث من تجاوز ضد توجهات دولة الكويت الرسمية غير مقبول، فيجب تقديم مذكرة احتجاج ومنحه مهله لمغادرة البلاد”.

وغرد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور عبد الله الشايجي قائلا “لله در الكويتيين وفزعتهم بإطلاق هاشتاغ (وسم) #اطردوا_السفير_التشيكي من #الكويت بعدما استفز السفير الكويتيين مخالفا الأعراف الدبلوماسية ووضع في بروفايله علم إسرائيل داعماً لجرائمها في حسابه في إنستغرام، مما اضطره بعد ذلك لتقديم اعتذار ركيك غير مقنع وحذف صورة علم الصهاينة ودعمهم من بروفايله”.

وقد أشار كويتيون إلى أن من لا يحترم موقف بلادهم ومبادئها تجاه أي قضية، خصوصا القضية الفلسطينية، لا يمكن احترامه.

وعلى إثر ردود الفعل الغاضبة والمنددة، قام السفير التشيكي بحذف الملصق من على بروفايله الشخصي، في محاولة لتهدئة الرأي العام.

ونشرت السفارة التشيكية تغريدة على تويتر تعتذر فيها عما قام به السفير، وقالت “يعتذر السفير دوفوراك بشدة لجميع الكويتيين وجميع الأشخاص الآخرين الذين قد تأثروا بالصورة، قائلة “لم يرغب بأي حال من الأحوال في تغيير نظرة السفارة إلى الوضع الحالي المؤسف في فلسطين، حيث يموت الأبرياء”.

وجاء اعتذار السفير بعدما استدعته الخارجية الكويتية لتقديم احتجاج. وأكّدت الوزارة الكويتية في بيان رفضها القاطع واستهجانها الشديد لما بدر عن السفير التشيكي (…) على حسابه الشخصي في موقع إنستغرام.

وبحسب البيان، فإن “ذلك التصرف المرفوض وما يشكله من إساءة بالغة للمشاعر في دولة الكويت على المستويين الرسمي والشعبي لا يتناسب وطبيعة الوظيفة الدبلوماسية”.

وترفض الكويت التطبيع مع إسرائيل رغم قيام بعض الدول العربية بذلك نهاية العام الماضي، وتؤكد دعمها للقضية الفلسطينية على المستوى الحكومي والشعبي.

وشهدت البلاد عدة مظاهرات منذ بدء الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة والقدس.

ومنذ 10 مايو/أيار الجاري، يقصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة منازل وبنايات ومؤسسات حكومية ومدنية، وترد الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ والقذائف باتجاه البلدات الإسرائيلية.

واليوم الاثنين، ارتفع ضحايا العدوان العسكري الإسرائيلي، المتواصل على غزة، إلى مئتي شهيد بينهم 59 طفلا و35 سيدة، إضافة إلى 1305 جرحى، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وفي الضفة الغربية بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين جراء الاعتداءات الإسرائيلية 21 شهيدا، بخلاف مئات الجرحى، إلى جانب مئات المعتقلين.