الأمة| باتت جماعة الحوثي، تشكل خطرًا واضحًا على مأرب، شمال اليمن، خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن كثفت مليشياتها وتيرة الهجوم على مشارف المدينة.

تزداد المخاوف من تحويل مسار الحرب في اليمن لصالح المليشيات المدعومة من إيران حال سيطرتها على مأرب الغنية بالنفط.

وفي الأونة الأخيرة، نشرت وكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس»، تقريرًا أفادت خلاله بقرب المليشيات الحوثية من مدينة مأرب، وهو ما نفاه وزير الإعلام بالحكومة الشرعية على الفور.

وبرغم أن وزير الإعلام ناشد وسائل الإعلام بتحري الدقة وعدم الترويج للشائعات، إلا أن تزايد وتيرة هجمات المليشيات على أطراف المدينة خلال الفترة الأخيرة تثير الشكوك والمخاوف نظرًا لأهمية مأرب في تحديد مسار الحرب.

مأرب.. تفاحة الميزان

الكاتب والحقوقي، « ماجد المدحجي»، مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، وصف مأرب بأنها تفاحة الميزان التي سترجح كفة أي طرف يسيطر عليها.

وقال «المدحجي»، في لقاء مع شبكة «بي بي سي»، البريطانية، « إذا وصلت المعركة إلى حدود مدينة مأرب، فلن نشهد حالة انسحاب دراماتيكي كما يتوقع البعض بل سيكون هناك حالة قتال من الحارات والأزقة إلى المنازل».

وتوقع مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، أن تشهد البلاد أحد أقسى الكُلفّ الدموية ليس في تاريخ الحرب بل في التاريخ الحديث لليمن، على حد تعبيره.

أهمية مأرب

وفشلت جماعة الحوثي، المسلحة في السيطرة على مأرب، طيلة الأسابيع الماضية بعد معارك دامية مع قوات الجيش ومقاتلي المقاومة الشعبية.

ومأرب؛ واحدة من أهم المحافظات، نظرًا لاحتواءها على أكبر حقول النفط في اليمن، كما أن لها ثقلًا سياسيًا وعسكريًا وقبليًا داعمًا للشرعية، وتقع على ملتقى الطرق بين العاصمة صنعاء ومدن جنوب وشرق البلاد.

وتُعد مأرب؛ المعقل الوحيد للحكومة الشرعية في شمال اليمن، وملجأ لعشرات الآلاف الذين فروا من مناطق سيطرة الحوثيين منذ بداية الحرب، ولها كثافة سكانية عالية لكل الجمهور السياسي.

ومن خلال مأرب يمكن التوجه نحو المهرة، حيث تتواجد هناك قوات التحالف العربي، كما تُعد طريقًا سلسًا للتوجه إلى الجنوب نحو شبوة، وهى منطقة نفطية بالغة الأهمية وواجهة بحرية، ويمكن من خلالها أيضًا الوصول إلى حضرموت والتي بها موارد نفطية مهمة.

وحال سقوط مأرب في يد الحوثيين ستتغير وِجهة الحرب في البلاد، وستتفرغ المليشيات إلى آخر كتلتين عسكريتين قويتين في الساحل الغربي وعدن والضالع.

من د. عبد اللطيف السيد

دكتور أصول الحديث