بدأت «الماعون» بذكر علامات المكذبين فكانت الإساءة للناس (يدع اليتيم) وعدم الاهتمام بمعاناتهم (ولا يحض على طعام المسكين)

وانتهت بإهمالهم الصلاة والسهو عن تدبرها والرياء في أدائها فكانت النتيجة أن انعدمت آثارها في المجتمع (ويمنعون الماعون)

عكس «الكوثر»

انعكس الأمر في «الكوثر» فالرياء بالصلاة والعطاء هناك انقلب إلى إخلاص في الصلاة هنا (فصل لربك) وفي العطاء والإطعام (وانحر) أي اذبح لربك كما تصلي لربك

كان آخر «الماعون» عن الرياء في الصلاة فقابله هنا الإخلاص فيها. وهناك منع المعونة فقابله هنا أعلى ما يكون العطاء وهو إطعام اللحم.

انظر إلى منزلة الصلاة: 1. الخالصة 2. الواعية

وعلاقتها بتنمية المجتمع وسلامته ورقيه وتكافله

فمن حافظ عليها وأداها بتدبر في آياتها وأذكارها وأخلص لله في أدائها أخلص ووعى في كل شيء فانعكس ذلك بالخير عليه وعلى مجتمعه

ومن عكس الأمر كانت النتيجة التخاصم والتظالم والشح والمحق والبتر.

انظر إلى حال العراق اليوم كيف يتجلى فيه (إن شانئك هو الأبتر) على أوضح ما يكون!

كل شيء فيه بسبب شرك من يحكمه وعدم اهتمامه بحال المسكين وصده عن معونته..

كل شيء فيه أبتر: منقطع لا يصل إلى هدفه: الزراعة والصناعة والطب والتجارة والمشاريع كلها منبترة..

كل شيء كل شيء فيه أبتر لا يتم!

الكوثر: الخير الكثير

(فصل لربك وانحر) شكرا لما أعطاك من الخير

والصلاة بينك وبين الله والنحر بينك وبين الناس

فأد العمل فيهما شكرا لله مخلصا له الدين

ومن أخلص فيما بينه وبين الله أخلص فيما بينه وبين الناس؛ فلا منة ولا أذى ولا كبرياء

بذا يتماسك المجتمع؛ فإن هوجم صبر وإن هاجم بتر!

أعظم ما أعطي النبي، صلى الله عليه وسلم، من الخير القرآن

وعطاء القرآن يشمل كل مؤمن فمن امتلأ قلبه بالشعور بعظمة هذا العطاء هان في عينيه كل عطاء: (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم) يقول الشيخ الغزالي: أصحاب القصور لا ينظرون إلى أكواخ الفقراء!

من أعطي الفاتحة (السبع المثاني) والقرآن العظيم، مع عمق الشعور بعظمة ما أعطي، نبتت في قلبه خصلتان إيمانيتان:

  1. استصغار ما لدى الكفار من أزواج/ أي أصناف المتاع
  2. التواضع لإخوانه المؤمنين وإن كانوا فقراء

(… لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم… واخفض جناحك للمؤمنين).