أعمى يقود بصيرًا.. ضلَّ من كانت العميان تهديه!

أتابع فى بعض الأحيان تلك المناقشات التي تبثها إذاعة القرآن الكريم لنيل درجة الدكتوراه من قِبَلِ بعض المتخَصِّصين..

والحق أنَّ محور اهتمامي ينصب حول رسائل (علم الحديث)..

حيثيات متهافتة وأقوال من استشهدت بهم  مرجوحة

وأعجبني ذات مرة أن رئيس لجنة المناقشة قال لأحد الطلاب المتقدمين لنيل درجة الدكتوراه: (حضرتك بتقول إن الحافظ بن حجر قد وَهَمَ  وليس الأمر علي نحو ما اعتقد وذهب إليه!)

فرد الطالب قائلًا: (حضرتك أنا أوردت أدلتي وحيثياتي).. فرد عليه رئيس اللجنة قائلًا: (حيثيات متهافتة وأقوال من استشهدت بهم  مرجوحة..

يا حبيب قلبي.. علشان حد يقول إن أمير علماء الحديث الحافظ بن حجر العسقلاني قد وَهَمَ  فهو يحتاج إلي أمَّةٍ من العلماء!!!) ..

الحقيقة أنني كنت مستمتعاً بالنقاش جداً وشعرت بالسعادة أنه ما يزال لدينا علماء بحق.. وبهم يحفظ الله هذا الدين من دعاة هدم الثوابت..

وأن الله عز وجل قد حقق وعده الصادق للعلماء الربانيين  حين قال:

(….. يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات …..) سورة المجادلة آية 11..

فهذا وعد ممن لا يخلف الميعاد سبحانه برفع شأن العلماء الصادقين درجاتٍ في الدنيا.. والآخرة..

أما في الدنيا فالوعد متحقق ببقاء الذكر وحسن المحمدة والثناء..

وأما في الآخرة فإن لهم عند الله فيها للحسنى

أطرف المواقف

من أطرف المواقف التي أذكرها أنه  قد تمت  استضافة أحدهم في ذلك البرنامج المخصص لهدم الثوابت والطعن علي الإماميْن (البخاري ومسلم)..

وبعد أن تم تقديم المحاور علي أنه (العَلَمُ العَلَّامةُ.. البحر الفَهَّامة.. المفكِّر الجهبذ.. إلى آخر تلك الديباجة الممجوجة)..

بعد التقدمة كان أن سأله مقدِّم البرنامج عن مآخذه وأدلته واستشهاداته.. فمَصْمص شفتيه..

وشرد بفكره قليلا (على طريقة الكبار والحكماء) ثم ذكر حديث (سجود الشمس تحت العرش.. وحديث أن الشمس والقمر مكوَّران..

وفي زيادة صحيحة أوردها البزار والبيهقي أنهما في النار).. طبعاً فضيلته قد أخذ يشنشن حول كيفية دخول الشمس والقمر النار وما ذنبهما؟!

وفات هذا (الجاهل) أن هناك ملائكةً في النار وأن خازنها هو (مالك).. فهل يلزم من وجودهم فيها أنهم يُعذَّبون؟!..

ومَثَلُ ذلك (الجاهل) كمثل ذلك (السفيه) الذي سمع قول الله عز وجل : ( فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة)  فقال:  وما ذنب الحجارة؟..

كل من في النار من الكافرين والمشركين والملحدين والعصاة ينالهم العذاب (أعاذنا الله وإياكم منها).. وما عداهم فليس بمعذَّب فيها قطعاً..

وأما حكمة دخولهما النار مع عدم تعذيبهما (أقصد الشمس والقمر) فقد أوضحها الله عز وجل بقوله:

(إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون)

فمن كان يعبد الشمس أو القمر أو مظاهر الطبيعة فإنه يشعر بالحسرة حين يراهم  معه في النار..  الرائع بقى في الأمر إن (الجهبذ إياه) بيلخبط في الآيات..

ويقول الحديث (اللي فيما معناه).. وهكذا..

ثم إن الله عز وجل قد شاء أن يفضحه ويكشف جهله حين أراد الاستشهاد بكتب علم الرجال ، فقال حتى يلوى لسانه بالكتاب فيظن الجاهلون أنه عالم:

{ وعندما نرجع لأمهات كتب علم الرجال زي كتاب ميزان الاعتدال وكتاب  أَسَدُ الغابة ….. قالها بفتح الألف وفتح السين !!!! } 

طبعاً هو قد أبان عن جهله الشديد حين لم ينطق اسم الكتاب بطريقة صحيحة..

والنطق الصحيح هو (أُسْدُ الغابة  بضم الألف ووضع علامة السكون على السين)..

الشاهد أن هذا هو حال جميع الطاعنين بلا استثناء.. لا تكاد تشتم في كلامهم أثراً لرائحة العلم..

هؤلاء هم من يحرص الإعلام علي جعلهم في الصدارة والمقدمة.. علي طريقة: المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة.. وإلى الله المشتكى .

من محمد منهاج الإسلام

كاتب من باكستان