غيرت الصين لهجتها في التعامل مع كافة دول العالم التي تدين انتهاكاتها في التعامل مع المسلمين في تركستان الشرقية، (إقليم شينجيانج)، والمعروفين بمسلمي الإيجور، حيث أصبت تعتدى بالأفاظ وتتحدث عن تاريخ قديم لأي دولة تدين انتهاكاتها بحق المسلمين.

صحيفة الفاينانشال تايمز نشرت مقال بعنوان “هل الدبلوماسيون الصينيون “الذئاب المحاربة” لديهم حقا القدرة على الافتراس؟.

ويقول كاتب المقال إنه مع تصاعد حدة التوتر بين الصين والديمقراطيات الكبرى في العالم بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في إقليم شينجيانج، تخلى دبلوماسيو بكين الملقبون بـ”الذئاب المحاربة” عن ثياب الأغنام الني يرتدونها وتوجهوا إلى الهجوم في إشارة إلى تغيير أسلوبهم في التعامل مع الغرب.

ففي الشهر الماضي، فرضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي، بحسب الكاتب، عقوبات استهدفت المسؤولين عما وصفته إدارة بايدن بأنه “إبادة جماعية” لمسلمي الايغور. وردت بكين بـ “ضربة مضادة” على البرلمانيين الأوروبيين والأكاديميين ومراكز الفكر، وضاعفت من هجومها المعلوماتي المضاد لتبديد المخاوف بشأن شينجيانغ. لكن هذا الجهد يأتي بنتائج عكسية في الغرب، ويوضح الجانب الأكثر غموضاً من سياسة بكين الخارجية.

وبحسب المقال، فقد لجأ المسؤولون الصينيون إلى تويتر بشكل متزايد خلال العام الماضي لمواجهة القلق العالمي المتزايد بشأن شينجيانج.

وأصبح الوضع أشد منه هذا العام. ففي الأسبوع الأخير من شهر مارس الماضي فقط، غردت حسابات الصين الدبلوماسية ووسائل الإعلام الحكومية حول المقاطعة أكثر من 2000 مرة – بزيادة ثمانية أضعاف، وفقا لبحث أعده التحالف من أجل تأمين الديمقراطية، حيث يتم تتبع حسابات وسائل التواصل الاجتماعي “الاستبدادية”.

يُذكر أن الصين تسيطر على إقليم تركستان الشرقية منذ العام 1949، وهو موطن أقلية الإيغور المسلمة، وتطلق عليه بكين اسم “شينجيانغ”، أي “الحدود الجديدة”.

فيما أفادت لجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة، في أغسطس/آب 2018، بأن الصين تحتجز نحو مليون مسلم من الإيغور في معسكرات سرية بتركستان الشرقية.

وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في البلاد، 23 مليوناً منهم من الإيغور، بينما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز 100 مليون.

كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أصدرت تقريرها السنوي لحقوق الإنسان لعام 2019، خلال شهر مارس/آذار 2020، والذي ذكرت فيه أن الصين تحتجز المسلمين بمراكز اعتقال؛ لمحو هويتهم الدينية والعرقية، وتجبرهم على العمل بالسخرة.

غير أن الصين عادةً ما تقول إن المراكز التي يصفها المجتمع الدولي بـ”معسكرات اعتقال”، إنما هي “مراكز تدريب مهني” وترمي إلى “تطهير عقول المحتجزين فيها من الأفكار المتطرفة”.