♦ الاسم والرسم «وليد سعيد» ابن أخوالي وأنيس الطفولة وصاحب المراهقة والشباب ورفيق الرحلة الطويلة من البدء حتى كوشة الزفاف.

♦ آخر مرة أسمع صوته فيها كانت صبيحة الفض المشئوم، كنت في النهضة وكان في رابعة، وكان الاتصال تطمينًا ودعوات وبحثًا عن إجابة عن القادم المجهول.

♦ عقد قرانه على المنصة قبل رحيله بأسبوعين، فقد كانوا وكنا نظن أننا بين أهل وحُماة لن يغامروا مهما بلغ غشمهم ويذبحوا أناسًا أقصى فعلهم أصوات عالية وهتافات بريئة.

♦ منذ أن خطفتني العاصمة، كانت أطول إجازاتي وأحبها إلى قلبي هي افتتاح “رمضان” لما يحمله من مباهج وفرحة كان وليد أحد صانعيها، أهاتفه فور وصولي البحيرة وأجده عندي بأحضانه وعيونه المحبة الأليفة، نضع المصابيح الجديدة على الأعمدة الصدئة مستغلين مهارته في صنعة الكهرباء وفي التسلق الخفيف، وكان يبالغ في الأضواء، لدرجة أنه أقنعني مرة بإنارة طريق يسير على “ترعة صادق” البعيدة عن العمار، حتى يؤنس ليل رمضان والسائرين فيه.

♦ بعد بحث دام يومًا كاملًا، في مستشفى رابعة ومسجد الإيمان ومستشفيات مدينة نصر، وجدناه في قصر العيني في نزعه الأخير، قال لي الممرض: إن صاحبك مصاب برصاصتين في الرأس دمرتا المخ، والدعوة الأفضل له هو أن «يفارق الحياة»، وفارقني الطيب يوم الجمعة 16 أغسطس 2013، في التوقيت نفسه الذي كانت تمر مليونية متجهة إلى رمسيس لتحتضن وابلًا جديدًا من الرصاص.

♦ صنعنا المستحيل حتى نستخرج له أوراق وفاة تؤكد أن أداة القتل رصاصات غادرة، وأن سبب الرحيل المبكر كان الرغبة في حياة بشرف.

♦ تذكرت ونحن عائدون بالجثمان ليلًا في مغامرة مرعبة من «القاهرة المدخنة» إلى «البحيرة» الصامتة، ليلة حنتي التي رافقني هو فيها من «البحيرة» إلى «القاهرة» قبل وفاته بثلاثة أعوام، وكنت أود أن أردها له زفافًا بزفاف، لكن زفته كانت مختلفة قليلًا.

♦ حضور رمضان بأطيافه وألطافه يعني حضورًا له في ذاكرتي ووجداني، حضورًا موجعًا ومؤنسًا في الوقت ذاته.

تقبله الله في الشهداء وتقبل كل طيب كان يريد الحياة للأحياء.