أعلن الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس بدء تعويم سفينة الحاويات البنمية الجانحة Ever Given بنجاح بعد استجابة السفينة لمناورات الشد والقطر حيث تم تعديل مسار السفينة بشكل ملحوظ بنسبة 80% وابتعاد مؤخر السفينة عن الشط بمسافة 102 متراً بدلا من 4 أمتار.

ومن المقرر أن يتم استئناف المناورات مرة أخرى مع ارتفاع منسوب المياه إلى أقصى ارتفاع له في الفترة من 11:30 صباحا ليصل إلى 2 متر بما يسمح بتعديل مسار السفينة بشكل كامل لتصبح بمنتصف المجرى الملاحي.

كما أعلنت هيئة قناة السويس المصرية صباح اليوم الاثنين أن عملية إعادة تعويم السفينة الجانحة تجري بنجاح، حيث عادت للطفو بعدما تم تعديل مسارها بنسبة 80%.

وقالت الهيئة في بيان إن عمليات قطر السفينة إيفر غيفين (Ever Given) ستستأنف مع ارتفاع المد في حدود الساعة 11:30 بالتوقيت المحلي (9:30 بتوقيت غرينتش)، وأشارت إلى أن حركة الملاحة في القناة ستستأنف فور توجيه السفينة إلى منطقة الانتظار بالبحيرات.

وكانت مواقع لرصد حركة السفن وشركات ملاحية قد أفادت في ساعة مبكرة من صباح اليوم بتحرير سفينة الحاويات العملاقة التي جنحت إلى شاطئ القناة قبل 6 أيام وسط عاصفة ترابية، وعرقلت الملاحة العالمية في هذا الممر الحيوي.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر ملاحي قوله إن إعادة تعويم السفينة تمت بشكل شبه كامل، وإنها ستخضع لفحص أولي قبل الإبحار. وأفادت الوكالة أيضا نقلا عن مصدر في قناة السويس بأنه جرى تشغيل محركات السفينة وأن الاستعدادات جارية لإبحارها إلى منطقة البحيرات.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا من خدمة “فيسل فايندر” (VesselFinder) لتتبع مواقع السفن، تظهر تحرير السفينة العالقة.

وبث شهود عيان مقاطع فيديو مباشرة فجر اليوم، تظهر اللحظات الأولى لتعديل مسار السفينة العالقة.

وقال الصحفي المصري عبد الناصر عارف المتخصص في اقتصاديات النقل في حديث للجزيرة إن حركة المد المواتية وانضمام قاطرة بحرية كبيرة إلى جهود الإنقاذ، من بين العوامل التي ساهمت في نجاح التعويم.

وكانت فرق الإنقاذ في القناة قد كثفت في وقت سابق جهود التكريك والقطر لتعويم سفينة الحاويات الضخمة التي سدت الممر المائي المزدحم.

وذكرت شركة بي إس إم (BSM) التي تتولى الإدارة الفنية للسفينة في بيان أن قاطرة متخصصة وصلت حديثا للانضمام إلى جهود تعويم السفينة. وقال البيان “محاولات أخرى لتعويم السفينة ستستمر حين تكون القاطرة في وضع آمن، إلى جانب 11 قاطرة أخرى موجودة بالفعل في الموقع”.

وكان رئيس هيئة قناة السويس قد قال إن الهيئة تعمل على توسيع نطاق الحفر حول مقدمة السفينة الجانحة للوصول إلى عمق 18 مترا وذلك لتسهيل تعويمها.

وأضاف في بيان صحفي أنه يجري استخدام الحفارات أمام مقدمة السفينة لتسهيل سحبها وإزالة الآثار التي سببها الحادث.

وأشار بيان الهيئة إلى أن الكراكات رفعت حتى الآن حوالي 27 ألف متر مكعب من الرمال حتى عمق 18 مترا، وأن أعمال التكريك والشد بالقاطرات ستستمر على مدار الساعة وفقا لظروف المد والجزر واتجاه الرياح.

في المقابل قال مصدران بهيئة قناة السويس لرويترز إن كتلة صخرية عُثر عليها أسفل مقدمة السفينة قد تزيد جهود الإنقاذ تعقيدا.

وقال أحد المسؤولين المشاركين في عملية الإنقاذ إنه رغم ما تم من تكريك حتى الآن، فإنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت السفينة عالقة على رمال ناعمة أو مدمجة أو طين، وهو ما سيحدد مدى سهولة تحركها.

وقالت شركة “بي إس إم” إن خبراء التربة موجودون في الموقع لتقديم المشورة بشأن جهود الإنقاذ وإن كراكة أخرى من المتوقع أن تصل بحلول 30 مارس/آذار.

كما نقلت رويترز أيضا عن مصدرين مطلعين على عملية الإنقاذ قولهما إن خزان الصابورة الموجود في مقدمة السفينة تضرر، وسيتعين فحص السفينة بمجرد تعويمها.

عرضت روسيا على مصر المساعدة في تعويم سفينة الحاويات العملاقة العالقة في قناة السويس، في حين تتواصل الجهود لتعويم السفينة وسط توجه مصري لتخفيف أحمالها.

وقال السفير الروسي في القاهرة غيورغي بوريسينكو في تصريحات لوكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية الحكومية، إن موسكو مستعدة لتقديم أي مساعدة ممكنة.

وتابع أن القاهرة لم تطلب المساعدة من موسكو، لكنه قال إن روسيا “تتعاطف مع ما يحدث راهنا في قناة السويس” التي وصفها بأنها “مجرى مائي مهم للعالم أجمع”.

من ناحية أخرى، نقلت صحيفة “ذي هيل” (The Hill) الأميركية عن مسؤولين بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قولهم إن توقف المرور بقناة السويس قد يؤثر على حركة السفن العسكرية الأميركية.

بيد أن المسؤولين أكدوا للصحيفة أن وزارة الدفاع الأميركية لديها بدائل لتخفيف تأثير تعطل قناة السويس، ودعم عملياتها بالمنطقة.

من جانبه قال رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع لوسائل إعلام محلية إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمر بالاستعداد لسيناريو تخفيف أحمال السفينة الجانحة في القناة، لكن مصدرا في هيئة قناة السويس قال لرويترز إن أي عملية لتخفيف حمولة السفينة لن تبدأ قبل الاثنين.

ويبحث عمال الإنقاذ التابعون لهيئة قناة السويس وفريق من شركة “سميت سالفدج” الهولندية عما إذا كانت هناك حاجة لإزالة بعض حاويات “إيفر غيفين”، إحدى أكبر سفن الحاويات في العالم، باستخدام رافعة حتى يمكن تعويمها.

وحذر خبراء من أن عملية كهذه ستكون معقدة وطويلة، لكن ربيع قال إنه يأمل أن لا يكون هذا ضروريا، لكنه أشار إلى أنه إذا ما اتضحت أهميته، فإن بلاده ستطلب مساعدة دولية لتنفيذ تلك الإستراتيجية.

من جانبها، قالت مجموعة شحن الحاويات “سي إم إيه-سي جي إم” (CMA CGM) أمس، إنها قررت تحويل مسار بعض السفن لتدور حول رأس الرجاء الصالح بسبب تعليق حركة المرور في قناة السويس.

ويمر نحو 30% من حاويات الشحن في العالم يوميا عبر قناة السويس البالغ طولها 193 كيلومترا، ونحو 12% من إجمالي التجارة العالمية من جميع السلع.