النازيون الجدد لا يخفون أفكارهم المتطرفة داخل الجيش الفرنسي

كشف موقع “ميديا بارت” الاستقصائي الفرنسي عن وجود حوالي 50 شخصا جديدا متطرفا ضمن ما يعرف بحركة “النازيون الجدد”، في صفوف الجيش الفرنسي ولا يتردد هؤلاء في إظهار أفكارهم المتطرفة علنا، سواء داخل الثكنات أو خلال المهام العسكرية التي ينفذها الجيش.

ففي شهر ديسمبر عام 2019، نشر العريف نيكيتا “هـ” على حسابه على “إنستغرام” مقطع فيديو يجمع ذكريات مشاركته في عملية “هاربي” التي تهدف إلى مكافحة التنقيب غير المشروع عن الذهب في غويانا. ويظهر هذا الشخص (من أصول أوكرانية) وهو يرتدي بدلة قتالية، ويمشي بين النباتات المتعرشة، ويعبر الأنهار في غابات الأمازون. وفي اللقطات الأخيرة في الفيديو يظهر أربعة أطفال سود يؤدون تحية نازية. يردد الصغار بصوت عالٍ ”Sieg Heil” ويقومون بحركة نازية، من الواضح أن شخصا ما طلب منهم القيام بها ولا يفهمها الأطفال. في إحدى صوره نجده بدون قميص على الشاطئ، يرتدي قلادة صليب معقوف. وفي صورة أخرى نجده واقفا أمام برج إيفل، وأرفق صورته بصورة لأدولف هتلر في نفس الوضع أمام نفس النصب عام 1940.

بعد الكشف في يوليو/ تموز 2020 عن الطريقة التي يفتخر بها عشرات الجنود على مواقع التواصل الاجتماعي بتبنيهم أيديولوجية النازية الجديدة، كشف موقع “ميديا بارت” الآن مع الوثائق الداعمة، أن هذه الظاهرة في الواقع مختلفة تماما، إذ اكتشف الموقع 50 حالة جديدة لجنود يظهرون حنينهم إلى الماضي، إلى الرايخ الثالث أو ألمانيا النازية.

من جانبها، أقرت وزارة القوات المسلحة الفرنسية عند استجوابها بأن العناصر التي كشف عنها تحقيق ميديا بارت “خطيرة للغاية”.

يوزع غالبية هؤلاء الجنود على عدة أفرع للجيش الفرنسي خاصة “الفيلق الأجنبي” وكتيبة المشاة البحرية الثالثة وفوج المشاة الـ35 وغيرها. كما أن معظهم لا يمثلون حالات معزولة بل كانوا يتواصلون مع بعضهم البعض، وظهروا في صور جماعية نشرت على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي.

هذه الحالات التي تم الكشف عنها تمثل جزءا من ظاهرة كبيرة، حيث تم اكتشاف ستين عنصرا فقط من النازيين الجدد لكن العدد الإجمالي للجنود الفرنسيين يناهز 210 آلاف جندي تقريبا، وبالتالي لا تملك ميديا بارت الوسائل والإمكانيات التي تحوز عليها الدولة لإجراء مسح كلي على هؤلاء الجنود، خاصة وأن هذا التقرير اقتصر على النازيين الجدد فقط، دون التطرق إلى الجنود الذين يظهرون قناعات عائلات أخرى من اليمين المتطرف.

حسب “ميديا بارت”، فإن وزارة الجيوش الفرنسية تحاول التقليل من شأن أرقامه بحسابات ذكية. فهي تقول إنه من بين قائمة الخمسين شخصا الذين تمت الإشارة إليهم في التحقيق، العشرات منهم غادروا الجيش الفرنسي، وإن تحقيقاتها المستمرة لا تؤكد المعلومات التي نشرها الموقع الاستقصائي عن علاقة الجنود الفرنسيين باليمين المتطرف، وإن العناصر التي تم اكتشافها تم تجنيدها في الفيلق الأجنبي.

وتضيف الوزارة أنها حذرت الجنود من مغبة مثل هذه المنشورات، وأنهم لم ينشروا أي شيئا منذ تجنيدهم، حسب علمها، مشيرة إلى أنه تم بالفعل الكشف عن بعض الجنود الذين ذكرت أسماؤهم وتمت معاقبتهم على الأفعال التي قاموا بها.

وبالتالي في الأخير وباحتساب ست أو سبع حالات التي لم ترصدها أجهزة التحري الخاصة بالوزارة وكشف عنها “ميديا بارت”، لينخفض العدد الإجمالي للجنود المتورطين من 50 جنديا إلى أقل من عشرة.