محلل سياسي ليبي: لهذا السبب بقي منصب وزيرا الدفاع شاغرا في حكومة الدبيبة

قال المحلل السياسي الليبي مروان الدرقاش أن بقاء منصب وزير الدفاع الليبي شاغرا في حكومة عبدا لحميد الدبيبة يعد تقليدا ليبيا منذ أمد بعيد حيث استمر هذا المنصب في إثارة المشكلات لكل الحكومات  التي شكلت بعد فبراير .

عزا الدرقاش في تصريح خاص بقاء منصب وزيرا الدفاع شاغرا  في الحكومة الجديدة  إلي  مطالبة الكل بهذه الحقيبة وهي بلا شك لها أهمية كبرى في بلد ينتشر فيه السلاح بشكل أكبر من انتشار الخبز وانتشار المليشيات المسلحة فوزارة الدفاع هي الوسيلة لشرعنة هذه المليشيات وشرعنة سلاحها.

ولهذا والكلام مازال للدرقاش فقد  احتفظ السراج بوزارة الدفاع لنفسه ولم يعين وزيراً للدفاع إلا بعد مضي أكثر من عام من بداية الهجوم على طرابلس في ابريل 2019احتفظ بها أيضاً رئيس حكومة الإنقاذ السابقة خليفة الغويل

وحول رسائل الدبيبة من وراء بقاء هذا المنصب شاغرا  إبقاءوهل من ضمنها إبقاء النوافذ مفتوحة بين الحكومة الجديدة وحفتر وعقيلة رد المحلل السياسي الليبي بالقول : نعم حفتر وعقيلة كانوا يطالبون بهذه الوزارة لكن الدبيبة لم يكن يستطيع منحهم إياها لأن ذلك يعني معاداة أطراف قوية في الغرب الليبي بل وركز الدبيبة على الوزارات الخدمية والإنسانية وزاد في عددها حتى يستطيع إرضاء كل الفرقاء.

وكشف الدرقاش عن تعرض الدبيبة لضغوط شديدة من الداخل والخارج لاسيما فيما يتعلق بحقيبة الخارجية  حيث ضغط البعض  تولي امرأة لحقيبة الخارجية ولم يجد أمامه إلا إرضاء الأطراف الأعلى ضجيجاً وهو ما مكنه من الحصول على ثقة برلمانية بأغلبية كبيرة مشددا  الحكومة حققت هدف واحد فقط حتى الآن وهو التداول السلمي للسلطة.

وفيما يتعلق بمواقف الدول المتدخلة في المشهد الليبي أوضح الدرقاش أن هذه المواقف تأثرت كثيراً بتغير سيد البيت الأبيض فسياسة بايدن اختلفت كثيراً عن سياسة ترامب التي كانت لا تمانع في دعم عودة الديكتاتورية لدول الربيع العربي أما بايدن فهو يحب الظهور بمظهر المحافظ على القيم الأمريكية والتي على رأسها دعم الديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان

ومضي المحلل السياسي للقول :لذلك نرى موقفا مؤيدا من جميع دول المنطقة للحل السياسي في ليبيا وتصريحات بدعم الحكومة الجديدة والاتجاه لإجراء انتخابات جديدة في 24 ديسمبر المقبل أن الجميع لاحظ هذا التغيير عندما تسارعت وتيرة التوصل لاتفاق جنيف بعد فوز بايدن مباشرةً في حين كانت جولات الحوار في السابق تصل دائماً إلى طريق مسدود

وأشار الدرقاش إلي أن هناك تغييرا ملحوظا في مواقف مصر والإمارات والسعودية من الملف الليبي كما هو الحال مع ملفات أخرى على رأسها العلاقة مع قطر وتركيا.

 

 

من د. أنور الخضري

مدير مركز الجزيرة للدراسات العربية بصنعاء - اليمن