أنصار اليمين المتطرف في بريطانيا

قالت صحيفة تايمز (The Times) البريطانية إن سجناء اليمين المتطرف يشكلون ما نسبته 20% من مجموع السجناء المتورطين في قضايا إرهابية في السجون البريطانية، وهو مؤشر إضافي على “الخطر المتزايد” لهذا الفكر المتطرف.

وكشفت بيانات وزارة الداخلية البريطانية أن 42 من مجموع 209 سجناء إرهابيين تم تصنيفهم العام الماضي على أنهم “يحملون أفكارا يمينية متطرفة”، أي بزيادة قدرها 18% مقارنة بالعام الذي قبله.

كما أظهرت البيانات ذاتها أن نسبة من تم اعتقالهم بتهمة الإرهاب خلال 2020 والذين يعتبرون أنفسهم “بريطانيين أصليين” بلغت 81%، وهي أعلى نسبة سجلت على الإطلاق.

كما فاق عدد الأشخاص البيض الذين تم اعتقالهم لارتكابهم جرائم إرهابية في المملكة عدد الآسيويين للعام الثالث على التوالي، حيث دائما ما كانت أعداد المعتقلين من أصول آسيوية أعلى من نسبة البيض منذ العام 2004 وإلى حدود 2018.

وأعلنت الداخلية البريطانية أيضا أن جهازي الشرطة والمخابرات أحبطا منذ بداية جائحة كورونا 3 هجمات إرهابية و28 مخططا إرهابيا منذ مارس/آذار 2017 رغم أن أنشطة الأفراد والجماعات الإرهابية انخفضت بمقدار الثلث خلال العام الماضي إلى أدنى مستوى في 9 سنوات بسبب القيود المفروضة لمنع تفشي الوباء.

وقال كبير منسقي شرطة مكافحة الإرهاب البريطاني دين هايدون إن “هذه الإحصائيات تخبرنا بشيئين اثنين، أولهما أنه على الرغم من مواجهة التحديات غير المسبوقة التي أحدثها الوباء فإن شرطة مكافحة الإرهاب استمرت في الحفاظ على سلامة المواطنين من خلال إجراء 185 عملية اعتقال إثر أكثر من 800 تحقيق مباشر، مما أدى إلى إجهاض 3 هجمات إرهابية محتملة”.

وأضاف هايدون “أما المسألة الأخرى فهي أنه بينما ركز الجميع على حماية أنفسهم وعائلاتهم من هذا الوباء الرهيب لم يتوقف الإرهابيون عن التخطيط لهجمات أو جعل الأشخاص الأكثر عرضة متطرفين عبر الإنترنت، وبينما نتبع خريطة الطريق الحكومية للخروج من الجائحة ستكون هناك فرصة أكبر للإرهابيين للعمل، ونريد من المواطنين أن يساهموا مع الشرطة والأجهزة الأمنية في جهد مجتمعي للتقليل من فرص وقوع هجمات”.

وذكرت تايمز أن مسار وضع سجلات لسجناء الإرهاب البريطانيين بناء على معتقداتهم الأيديولوجية بدأ منذ العام 2013، حيث بلغت آنذاك نسبة المتطرفين اليمينيين 6%، ثم انخفضت إلى 3% في العامين التاليين، قبل أن تشهد ارتفاعا مطردا على أساس سنوي.

ورغم أن “الأغلبية العظمى” من هؤلاء السجناء (75%) ما زالوا من ذوي الآراء “الإسلامية المتطرفة” فإن عدد السجناء المسجلين على أنهم حاملون لهذه الأيديولوجية انخفض خلال العام الماضي من 177 إلى 156 شخصا.

ويرى الخبراء أن “الارتفاع القياسي” لأعداد السجناء من المتطرفين اليمينيين مرده إلى زيادة عدد المنظمات اليمينية المحظورة في بريطانيا، حيث تم تصنيف جماعة “العمل الوطني” (National Action) جماعة إرهابية في العام 2017، كما تمت إضافة العديد من منظمات النازيين الجديد مثل “وحدة فيوركريغ” (Feuerkrieg Division) إلى القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية في يوليو/تموز الماضي.