لقاء المنفي بحفتر يشعل المخاوف حيال حصول الحكومة الانتقالية علي الشرعية

أثار لقاء رئيس المجلس الرئاسي الليبي الجديد، “محمد المنفي”، بقائد قوات شرق ليبيا الجنرال “خليفة حفتر”، موجة من الاستنكار داخل ليبيا وخارجها.

 

البعض رأى في اللقاء “رسالة سلبية لليبيين”، فيما برر “المنفي” هذا اللقاء بأنه خطوة في المصالحة بين جميع الفرقاء الليبيين، نافيا دعمه أي طرف على حساب آخر.

 

والخميس زار “المنفي” مدينة بنغازي والتقى”حفتر”، في بداية جولة يقوم بها داخل ليبيا، وتشمل عددا من المناطق في الشرق والغرب والجنوب.

 

وقوبلت خطوة رئيس المجلس الرئاسي الأولى، باعتراضات كثيرة في الأوساط السياسية غرب ليبيا، ولم تتوقف التحليلات والتفسيرات لدلالة هذه البداية التي اعتبرتها غالبية هذه الأصوات مستفزة

 

وانتقد عضو مجلس الدولة الاستشاري “صالح جعودة” لقاء “المنفي “و”حفتر”، ووجه لوماً شديداً لزملائه في المجلس، الذين صوتوا لـ”المنفي” في جنيف.

 

واعتبر أنه “من دون أصوات أعضاء مجلس الدولة في ملتقى الحوار السياسي ما كان له أن يصل إلى منصبه”.

 

وشدد على ضرورة “ألا يمرّ فعل المنفي، الشائن والمستنكر، مرور الكرام، لأنه باع من دعموه ورشحوه وأوصلوه لمنصبه”.

 

كما قال رئيس المجلس الأعلى للدولة “خالد المشري” على صفحته في فيسبوك “نرفض ونستهجن البداية غير الموفقة للسيد محمد ‫المنفي (وقبل استلام مهامه بشكل رسمي) بزيارته لمجرم الحرب حفتر. رسالة سلبية لليبيين لا علاقة لها بالتوافق وجمع الوطن بعد كل ما تسبب فيه من دمار ومآس”.

 

فيما قال عضو المجلس الأعلى للدولة “عبدالرحمن الشاطر”، عبر حسابه على تويتر “الخطوة الأولى التي أقدم عليها المنفي بزيارته حفتر ينطبق عليها قول (أول القصيدة كفر). كنت أتوقع أن يزور مقابر ترهونة وقنفوذة. لكنه أعاد تجربة السراج المحبطة”.

 

 

 

وشنّ المستشار السابق لمجلس الدولة “صلاح البكوش” هجوماً لاذعاً على السلطات التنفيذية الجديدة، على خلفية اللقاء، داعياً “مجلس النواب إلى عدم منح الثقة للحكومة الجديدة بعد هذا اللقاء”.

 

وكتب “البكوش” على مواقع التواصل الاجتماعي، “وقفنا ضدّ حزب العدالة والبناء، لأننا كنا ضد عقيلة صالح الذي دعم حفتر في حربه على طرابلس، فإذا بنا نقع في فخ حفتر مباشرة، بعد زيارة المنفي للرجمة”.

 

ودعا “البكوش” من وصفهم بـ”البرلمانيين الوطنيين”، إلى عدم منح الثقة لهذه السلطة الجديدة، قائلا، “لا خير في مسؤول يبدأ مهمته بمصافحة مجرم

 

فيما عبر رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي “خالد المشري”، عن استهجانه للقاء رئيس السلطة التنفيذية الجديدة “محمد المنفي”، مع اللواء الانقلابي “خليفة حفتر”، الخميس.

 

ووصف “المشري”، في بيان عبر حسابه بموقع “فيسبوك”، اللقاء الذي جرى في مدينة بنغازي (شرق)، بـ”البداية غير الموفقة”.

 

وأضاف: “نرفض ونستهجن البداية غير الموفقة للسيد محمد ‫المنفي (قبل تسلم مهامه رسميا) بزيارته لمجرم الحرب حفتر”.

 

وأردف: “الزيارة رسالة سلبية لليبيين، ولا علاقة لها بالتوافق وجمع الوطن بعد كل ما تسبب فيه (حفتر) من دمار ومآسي”.

“المنفي” رد بدوره على هذه الانتقادات في تغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر، قال فيها “لا ندعم أي طرف سياسي، وإنما بدأنا بمصالحة وطنية من الشرق إلى الغرب والجنوب أرجوكم لا تلتفتوا لمخربي الوطن وما يقولون بل نحن نسعى للم الشمل وإرجاع الوطن إلى ما كان عليه لحمة واحدة على قلب شعب واحد بإذن الله”.

محمد يونس المنفي وقبل أيام، اختار منتدى ليبيا بقيادة الأمم المتحدة حكومة مؤقتة عن طريق التصويت يكون فيها “محمد المنفي” رئيسا للمجلس الرئاسي و”عبدالحميد دبيبة” رئيسا للوزراء.

من د. أنور الخضري

مدير مركز الجزيرة للدراسات العربية بصنعاء - اليمن