الملفات ورصيد الخبرة.. بدأت في متابعة الشأن العام في سنة ١٩٩٦، وقتها كانت وسائل متابعة المستجدات محدودة، حيث كنت استمع يوميا إلى نشرات إذاعة لندن ومونت كارلو وصوت «إسرائيل»، مع الاستفادة من التحليلات التي تقدمها «بي بي سي» في جولاتها الإخبارية، وكنت أشتري مجلة الحوادث اللبنانية الأسبوعية حيث تعرفت عليها من إذاعة مونت كارلو، وكان يكتب بها عدد ممن عملوا بالجزيرة لاحقا مثل وليد العمري، فضلا عن مجلة الوطن العربي الأسبوعية التي كان يرأس تحريرها وليد أبو ظهر، وكانت تعلن عنها الـ«بي بي سي». كذلك كنت أشتري مجلة النور الشهرية الشيعية  الصادرة من لندن عن مؤسسة عبد المجيد الخوئي لأتابع فيها الملفات التي تنشرها عن الحزب بلبنان.  وفي أوقات الأحداث المهمة كنت أشتري العدد اليومي من جريدة الحياة اللندنية أما محليا فكنت أقرأ جريدة الشعب قبل أن تتوقف لأتابع الأسبوع وآفاق عربية. وهذا قبل ظهور الشروق والمصري اليوم في حقبة لاحقة.

 

في عام ١٩٩٨ مع تركيب (طبق قنوات فضائية: دش) في المنزل تابعت قناة الجزيرة وكانت تمثل نقلة نوعية في متابعة الأخبار والبرامج السياسية، وكانت الجزيرة وقتها تعمل ٨ ساعات يوميا من ٤ عصرا إلى ١٢ مساء، وكنت اقرأ في المجلات السابق ذكرها عن قناة تُدعى الجزيرة تثير جدلا منذ أن اُفتتحت في عام ١٩٩٦ مما دفعني لمتابعتها. وكانت تلك المتابعات نتاج جهد فردي دون تواصل مع أي تيارات إسلامية.

 

تغير الأمر في عام ٢٠٠٠ مع تكوين صداقات مع بعض الشباب المتلزم دينيا، والأكبر مني سنا، ففي نفس العام اشتركت  لأول مرة بمجلة البيان الصادرة عن المنتدى الإسلامي بلندن، وقتها كان اشتراكها السنوي بـ١٥ جنيها فقط. وكذلك في عام ٢٠٠٠ مع دخول النت لمدينتي، بدأت في متابعة بعض المواقع الإخبارية مرة في الأسبوع حيث كانت الساعة الواحدة بعشرة جنيهات في السايبر، وهو مبلغ كبير آنذاك على طالب صغير السن، ومن خلال النت تابعت العديد من المواقع، وفي مقدمتها مفكرة الإسلام، وموقع د محمد عباس، وشبكة نبأ التي كان يديرها طلعت رميح، وقوقاز أونلاين وغيرها.

 

ثم اُعتقلت في عام ٢٠٠٨ لمدة سنة ونصف، وفي السجن قابلت عددا من أصحاب التجارب في الحركة الإسلامية، فسمعت منهم تاريخهم، والأحداث التي شاركوا فيها، حيث كان لدي عنها بعض المعلومات البسيطة، لكنها ساعدتني كمدخل لإثارة وطرح أسئلة عليه، واستفدت كثيرا منهم.

 

خلال تلك الحقبة التي تقترب من ٢٥ سنة من المتابعة، كونت في ذهني العديد من الملفات لأشخاص وكيانات وشخصيات عامة، واستفدت من نصائح قيمة من عدد من الأفاضل مثل د. خالد سعيد والشيخ أشرف عبد المنعم وآخرون. وصار من الصعب أن أمرر عمليات غسيل السمعة لشخصيات صاحبة تاريخ ومواقف مشينة عاصرتها وتابعتها عن كثب.

 

أما أطرف ما أواجهه، عندما يتعامل معي البعض باعتباري سلفي التوجه لم أتابع الشأن العام سوى بعد ثورة يناير مثل العديد ممن هم في جيلي أو أن يتمنظر علي من لم يعرف وجهه من قفاه سوى خلال آخر عشر سنوات.