«روشتة عمل» لإنهاء الأزمة اليمنية

الأمة| قدم «عبد السلام محمد»، رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث – خاص يمني-، «روشتة عمل» لإنهاء الأزمة الدائرة في البلاد وتلجيم نفوذ إيران.

وتحت عنوان «إيقاف الانقلابات ووضع حد لنفوذ إيران»، كتب «محمد» منشورًا عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مكون من 4 بنود رئيسية لإنهاء الأزمة اليمنية.

ورأى رئيس مركز «أبعاد»، أن حالة «الإرباك» التي تعاني منها «الشرعية» -على حد تعبيره- كانت متوقعة بعد «اتفاق الرياض» مثلما كان انقلاب جماعة الحوثي -المدعومة من إيران- متوقعًا عقب مؤتمر الحوار الوطني في الماضي.

وأكد أن تفاوض الحكومة الشرعية مع جماعات مسلحة -في إشارة إلى الحوثي والمجلس الانتقالي- فوق الثوابت الوطنية والقانون والدستور يؤدي دائمًا لشرعنة الميلشيات، وإضعاف قرار الدولة، ومن ثم الصدام العسكري.

وقال إن الرئيس السابق علي عبد الله صالح رعى من خلال نظام الدولة العميق في الفترة الانتقالية بين عامي 2012 و 2014 الحركة الحوثية شعبيًا وعسكريًا، ومثل لتمردها ضد الدولة غطاءً سياسيًا ومجتمعيًا، حتى تمكنت من وضع يدها على مفاصل الدولة المدنية والعسكرية وسيطرت على العاصمة صنعاء بدعم إقليمي من إيران.

وأضاف رئيس مركز أبعاد أن «ذات القصة تكررت ونحن نرى أن فصائل من الحزبين الحاكمين سابقا يمثلان الدولة العميقة المخترقة من الإمامة وحلفائها الجدد من الأحزاب الأخرى الموالية لسياسة الإمارات الإقليمية، تضع اتفاق الرياض مبررا لإسقاط الدولة بعد أن شكلت بدعم أبوظبي ميلشيات وأجنحة وفصائل مسلحة طردت الحكومة من عدن 2019».

وأوضح أن تكرار السيناريو السابق، أعطى مؤشرات مهمة من بينها:

أولًا: المشكلة الأساسية أن قيادات من النظامين السابقين تعتقدان أن عودتها للحكم يأتي من بوابة إسقاط مشروعية الرئيس هادي والدولة التي يقودها بأي وسيلة بما فيها التمرد المسلح، وليس من بوابة استقرار الدولة وإنهاء الانقلاب والذهاب لإنتخابات والقبول بنتائجها.

ثانيًا: تنظيم الإمامة تنظيم عميق موجود في كل المكونات ولَم تعد واجهته الحركة الحوثية المصنفة على قوائم الإرهاب الأمريكية فقط، بل وجد هذا التنظيم في العميقين الحزبيين البيئة الملائمة لتكاثر فيروساته.

ثالثًا: التنافس الإقليمي على اليمن واضح، فكما رعت إيران تمرد وانقلاب صالح والحوثي بصنعاء ، واستفادت منه، رعت الإمارات تمرد وانقلاب الانتقالي وحلفائه للاستفادة منه، وهو تقويض واضح للجمهورية اليمنية وحليفها الإقليمي السعودية.

رابعًا: تكرار تجربة الرئيس هادي وحلفائه في حزبي المؤتمر والاصلاح، وبضغط الحليف الإقليمي السعودية لإيجاد حلول مؤقتة للتمردات العسكرية ؛ شرعن لها وجعل قرارات الرئيس مرهونة بموافقة أو رفض ميلشيات تفرض واقعا مسلحا على الأرض، وتعلن أهدافا ضد الدولة التي قبلت المشاركة في تشكيل حكومتها، وكأن الهدف من المشاركة الحصول على الغطاء السياسي والمشروعية لبناء كيان موازي للدولة في عدن كما هو كيان الحوثيين في صنعاء.

وقدم «عبد السلام محمد» روشتة عمل في 8 نقاط؛ لإنهاء الأزمة اليمنية على أن يعمل بها الرئيس عبد ربه هادي وحلفائه المحليين والإقليميين قبل الطرد النهائي للحكومة من عدن وفقدان مشروعية الجمهورية اليمنية في ثاني عاصمة له:

١) تجهيز حضرموت أو شبوة عاصمة بديل كاحتياط ودعوة البرلمان بغرفتيه النواب والشورى للانعقاد العاجل.

٢) تحويل الطعن في المناصب والقرارات الحكومية الإدارية وقرارات التعيين إلى القضاء.

٣)الضغط لتسلم الحكومة أمن وحماية العاصمة المؤقتة عدن لحماية الحكومة .

٤) إصدار قرارات دمج الفصائل والمليشيات المسلحة في كل مناطق الشرعية في الأجهزة الأمنية والجيش.

٥) الضغط على الإمارات في إيقاف دعم التمرد والانقلابات من خلال السعودية.

٦) سرعة عمل معالجات اقتصادية وإنسانية للبلاد مع بدء سريان قرار تصنيف الخارجية الأمريكية للحوثيين كمنظمة إرهابية.

٧) ترتيب الجبهة العسكرية ضد جماعة الحوثي كحركة إرهابية وتحريكها لتحرير البلاد لأن إعادة البوصلة للعدو الرئيسي الإمامة والإرهاب وحلفائهما، يعالج المشاكل الداخلية ويكشف خلاياهما داخل الشرعية والتحالف.

٨)عقد تفاهمات بالاتفاق مع السعودية مع شركاء اقليميين مثل مصر وتركيا لتغطية الفراغ الذي ستتركه الإمارات وتوفير الحاجة العسكرية والاقتصادية للمعركة الأخيرة .

واختتم قائلًا: «بدون ذلك ستذهب عدن بعد صنعاء وستذهب مدن أخرى بعد ظهور تمردات وانقلابات جديدة، وسيتوسع نفوذ إيران أكثر في اليمن والجزيرة العربية».

من د. عبد اللطيف السيد

دكتور أصول الحديث