بعد أن انخفضت الميزانية قررت الحكومة أن تفتح عيادة طبية كتبت على بابها أن أجرة الفحص (100 دولار وإذا لم يشفى المريض يأخذ بدلا عنها 1000 دولار)

 

وبالصدفة مرَّ الشعب من أمامها فقرر أن يدخل ويخدعها حتى يستلم الآلف دولار..

قال السلام عليكم: فردَّت: وعليكم السلام. تفضل مِمَّ تشتكي؟

 

قال الشعب: أنا أعيش في بؤسٍ وظلام فقد أكلت الزقوم ولم يعد بإمكاني أن أنام. واعتقد أيتها الحكومة أن حاسة الذوق عندي معدومة فانا لا اشعر بقيمة ولذة الطعام ولكن لا تحزني أنا المُلام ولستِ أنتِ المَلومة.

 

قالت له الحكومة: بسيطة ونادت على السكرتيرة وقالت لها: حنونة اجلبي لي قطرة رقم 7×7 وأمروه أن يفتح فمه فسقوه قطرة واحدة …

لكنه صرخ: آه . آه . هذا مجرد وقود (بنزين) أم أنه فرهود؟ …

أجابته: مُبارك عادت لك حاسة الذوق وأخذت منه الـ 100 دولار …

 

خرج الشعب مُنزعجا لأنهم ضحكوا عليه واخذوا النقود من بين يديه وقرر أن يعود إليهم بعد يومين ليعوض الخسارة وظل يمشي حزينا وهو يُدخن السيجارة …

 

ولما رجع مرة أخرى دخل عليها وقال: السلام عليكم

أجابته الحكومة: عليكم السلام. تفضل ممَّ تشتكي؟

أجابها الشعب: لدي حالة نسيانٍ فظيعة فقد نسيتُ كل شيءٍ بطريقة سريعة …

 

قالت الحكومة  بسيطة لا تهتم. ولا تشعر بالحسرة.. ونادت حنونة اجلبي لنا القطرة رقم 7×7.

 

صرخ الشعب: لا أريد. لا أريد. لا تعطوني منها المزيد. هل هو وقود السيارات من جديد؟!

 

فقالت الحكومة: مبارك عادت إليك الذاكرة والآن هي بالمعلومات عامرة وإلا كيف عرفت أننا أعطيناك في المرة السابقة الوقود وأيضا أخذوا منه ألنقود الـ 100 دولار.

 

خرج الشعب مُنزعجا مُتوترا مرة أخرى وهو يُردد بسيطة أنا لكم أنا لكم..

وعاد لهم بعد مدة وقال في غضبٍ وشدَة : السلام عليكم

أجابته الحكومة: عليكم السلام. تفضل ممَّ تشتكي؟

قال: لقد فقدت بصري وأنا في الحُزن غريق ولم أعد أعرفُ الطريق.

فقالت له: للأسف أنا الآن لستُ وحدي وعلاجك ليس عندي ونادت على حنونة وقالت لها هاتي 1000 دولار وأعطيها للشعب. طبعا فرح لان نقوده وكرامته عادت إليه وتمكن من الانتقام منهم واستعادها رغماً عنهُم..

 

وبعد قليل قالت له: تفضل وأعطتهُ الأوراق النقدية ومعها كيلوا عدس هدية..

ولما نظر الشعب إليها وجدها عشرة أوراق من فئة واحد دولار فقال لها: هذه ليست 1000 دولار بل 10؟! والعدس تالف لا يصلح حتى للحيوانات في المعالف …

فقالت له الحكومة: كافي بطَر…

مبارك عليك فقد عاد إليك البصَر واخذوا منه أل 100 دولار كشفية …

فبكى وعاد إليَّ وقال: ضحكوا مرةً أخرى عليَ

 

ومنذ ذلك الحين عرف الشعب أن هؤلاء السرسرية لا ينفع معهُم إلا التوثية

فلا تذهبوا إليهم لأنهُم سيخدعونكُم مرة أخرى ويُمرروا عليكم القضية

ولن تبقى عندكم من النقود بقية …

من د. رشاد لاشين

خبير تربوي وإستشاري طب الأطفال والمراهقين بالدوحة