روى البخاري ومسلم عنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه دَخَلَ عَلَيْهَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهَا يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى وَعِنْدَهَا قَيْنَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاذَفَتْ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثٍ فَقَالَ أَبُوبَكْرٍ مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

“دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا اليَوْم”.

 

أعياد المسلمين تأتي بعد طاعة لله رب العالمين.

عيد الفطر يأتي بعد الصيام والقيام والقرآن والدعاء والاعتكاف.

عيد الأضحى يأتي بعد الحج والوقوف بعرفة وإعلان التوحيد الخالص وإسقاط كل أوثان الدنيا وأصنامها سواء المادية أو الفكرية التي تسعى ماكرة لهدم ثوابت الاعتقاد وأركان التوحيد عن طريق التدليس بدعوات التثليث الوثنية بشكلها اليهودي أو النصراني .

 

لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا توصيف وتقرير وتأسيس وقطع محمدي مبارك بحتمية الخصوصية العقدية لكل قوم أو أمة فلا لدعوات التسوية بين عقيدتين أو بين رؤيتين مختلفتين في أصلهما ومن ثم لا تتلاقى فروعهما.

 

أعياد المسلمين تجدد حتمية التلاقي على التوحيد والطاعة فالأمة التي تجمعها قبلة واحدة وتكبيرة واحدة وتسليمة واحدة لم ولن تحتويها أكاذيب الجاهليات المعاصرة مهما زعمت بحريات العقول المتمردة ودجل الألسن الحائرة وخبث المناهج الباطلة.

 

يأتي العيد ليجدد إظهار معالم هذه الأمة الإسلامية الرشيدة في الواقع المعاصر.

 

يأتي العيد ليجمع الأمة حول خصوصياتها العقدية بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا.

 

فلا مزاعم للتسوية بين المختلفين عقديا “بتنازل أصحاب الحق عن منهجهم إرضاء” لأهل الباطل.

 

لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا

 

تؤسس لكمال الخصوصية المباركة للأمة الإسلامية في كل شيء بما فيها الأعياد ومن ثم يتم التأسيس لقاعدة رفض أعياد الباطل تحت أي اسم أو أي راية.

 

أعيادنا تربط الأرض بالسماء وقمم التوحيد بقمم العطاء في العيدين .

 

التكبير يهدم أكاذيب التثليث

والتحميد يكشف عوار الشرك وخوار الباطل بوثنيته او جاهليته البالية او المعاصرة .

 

أعياد المسلمين تؤسس لقاعدة الولاء والبراء والأخلاق نعيش التوحيد وننتصر بأخلاق الموحدين عاليا” حين تجعلها البشرية سلوكا” واقعيا” من بر وصلة رحم وتواصي بالحق وتواصي بالصبر .

 

التوحيد والفطر والأضحى يؤسس لحتمية بقاء اعتصام هذه الأمة عاليا”.

 

فبوار دعوات العلمانية والليبرالية والإباحية العقلية ممحوق وسعيهم إلى اندثار ومكرهم بحمد الله الى بوار .

 

التكبير والخصوصية في العيدين يحافظان على معالم الفهم لهذه الأمة فلا دجل سحرة الأقلام يبقى ولا تشغيب دعوات التفريق ينجح .

 

ولا نصر لدعوات التغريب يظهر رغم قوة الهجمة وتوالي موجاتها وتتابعها مكرها وخبث وشؤم رؤيتها .

 

ليعلم الجميع أن بقاء القبلة والعيدين بعد أركان هذا الدين كفيل بأن يهدم كل رايات الباطل رغم قوتها لأنها مبتورة ممحوقة لكونها باطلا لا حق فيه .

 

أعياد المسلمين تحافظ على بقاء ثلاثية البناء الحضاري للأمة

 

الدين والقبلة والتكبير في العيدين والانتماء لجماعة المسلمين وهي الأمة وليس لجماعة من المسلمين.

 

أعياد المسلمين تبطل مزاعم الصهيونية والماسونية والباطنية والخمينية الشيطانية المنحرفة.

 

أعياد المسلمين تسقط مزاعم التكفيريين المجرمين الذين يكفرون الناس بمعصية ويستحلون الدماء بشبهة الهوى والفهم المغلوط .

 

سوف تعود العراق للسنة وتنكسر إسرائيل وترفرف رايات التوحيد فوق دمشق والقدس عالية” بحمد الله وتوفيقه .

 

حقائق العيدين تسقط كلا الباطلين

باطل شياطين الجن وباطل شياطين الإنس

 

إملأ قلبك يقينا “وتحمل المسؤولية وعش العيد عيدا” وافرح بالتوحيد ولازم الاتباع والزم بنيان الأمة وكن عونا لإخوانك المسلمين على الخير. وارحم غير المسلمين المجاورين لك دعهم يرون الدين أخلاقا” واضحة ومعالم نيرة .

من د. أحمد زايد

أستاذ مشارك في كلِّيتي الشريعة بقطر، وأصول الدين بالأزهر