إذا لم تكن هناك إرادة دولية لاحتواء الوضع في الشام

فالمواجهة قد تمتد على محورين بين الحلف الرباعي المقدس الأرثوذوكسي (بقيادة روسيا والمسندة بالصين و المشروع الإيراني) وبين شتات الخلافة الإسلامية وفيه تركيا و اهل الشام وقد تلحق باقي الشعوب المستضعفة بشكل مكثف.

 

والمحوران:

 

١- محور الساحل المتوسط إلى جزيرة العراق وعليه يكون الحلف الرباعي المقدس.

 

٢- و الثاني من بحر ايجة لإقليم كاراباخ بين أذربيجان وأرمينيا

 

وهذا قد يفتح جبهة مع قوى إقليمية كمصر ايطاليا واليونان مع قبرص الشمالية مسندة ببلغاريا و قد تدخل ألمانيا أيضا.

 

أقول قد يحدث كل هذا بشكل متسارع إذا قررت الكتلة الانجلوسكسونية نقض بنية النظام العالمي بشكل قسري وسريع وقد شرحت ذلك في برامج وكتابات عدة.

 

أين نقطة الضعف الآن؟ وأين مركز الثقل؟

 

ما يحدث وفي سابقة تاريخية حسب علمي أنه اجتمع الضعف والقوة في مركز واحد فنقطة الضعف تركزت في مركز الثقل ذاته.

 

مركز الثقل في غرفة العمليات المشتركة بين أمريكا وروسيا كدولتين راعيتين للملف السوري.

 

وتفكيكه يكون باللعب على تناقضات المصالح الإستراتيجية بينهما.

 

أما نقطة الضعف فيكمن في طبيعة التفاهمات التي تحكم إدارة غرفة العمليات ذاتها.

 

ولأن المؤسسات الدولية أصيبت بالشلل الدماغي وتبعا لها القانون الدولي فالكل يلجأ الآن إلى التفاهمات الثنائية أو الأحلاف التكتيكية المحدودة.

 

وعلى هذا المستوى وقفت روسيا على محدودية تأثيرها في العالم فأرادت الحسم السريع لكنه مخاطرة قد يصيبها في مقتل لأن ذلك سيحرض نفس السلوك لباقي القوى خاصة الإقليمية سواء كانت حليفة كإيران أو متعاونة كتركيا.

 

الحلقة الأضعف في كل هذه المتاهة المتسلسلة هي روسيا.

 

روسيا فهمت نقطة ضعفها

 

نقطة ضعف روسيا أنها لن تستطيع توفير السند الدولي لعملياتها البرية بوجود الأتراك كما أنها لا تملك العنصر القتالي الكافي على الأرض فكانت المليشيات الإيرانية وحزب اللات.

 

وعصابات الأسد تفي بالغرض في حرب غير متكافئة مع شعب اعزل تعسكر بالعزيمة ولا يملك الخبرة العسكرية ولا السياسية.

 

لكن الآن لن يكفها ذلك كما اتضح مع دخول أول قوة نظامية في الجهة المقابلة وأعني تركيا صاحبة المليون جندي في الناتو فقط.

 

كما أن خزان تركيا البشري من المقاتلين لا يقتصر على الأتراك فقط فالأمة الإسلامية كلها ترقب صيحة واحدة من أردوغان يتجاوز بها المشروع القومي إلى المشروع الأممي.

 

ولكم أن تقرأوا جيدا ملف الهجرة إلى اليونان، نعم كانت فرصة للمقهورين أن يكتشفوا عالما جديدا أكثر حرية.

 

لكنه أيضا استجابة المستضعفين لنداء أردوغان وتشكيل الضغط المطلوب على أوروبا ومن ثمة على أمريكا.

 

هذا مما يرونه ولا نراه

 

لذلك ستضطر روسيا لكسب “الوقت الحيوي” بأمرين ينبغي تحييدهما فورا:

 

١- جلب المزيد من المرتزقة ويمكن تحييدهما ميدانيا والفصائل قادرة تماما إذا تيسر لها التذخير والمعلومة.

 

٢- وجلب المزيد من خبراء الطيران المسيّر وذلك محاولة لإحكام السيطرة الكلية على الجو فقد ظنت روسيا أن افتكاكها أحقية التحليق فوق إدلب و شريط خفض التصعيد كاف للسيطرة الجوية لكن بدائل أنقرة كانت في الطائرات المسيرة وضربت فأوجعت ولا يمكن مجابهتها بالطيران الحربي الروسي الثقيل والمكلف و من شأنها ان تشعل حربا شاملة تبدأ بالفعل وردة الفعل.

 

وعليه ستحاول روسيا كسب الوقت لإنقاذ سمعة السلاح الذي تسوقه وجربته على رؤوس أطفال سوريا.

 

ذات السلاح الذي أثبت عدم جدواه في الجيل الجديد من الحروب.

 

يوم الخامس من مارس 2020 حدد لقاء بوتين أردوغان طبيعة المرحلة القادمة وهل سيتم احتواء الوضع أم تنسف تلك التفاهمات البينية التي تقتل الشعب السوري في صمت مخز للعالم.

 

سيندم ثوار الشام جدا إذا لم يستغلوا الفرصة في إعادة ترتيب الجبهات والانتقال إلى جيل جديد من حرب المستضعفين يعبر بأهل الشام إلى نفس طاولة المفاوضات التي جلست عليها طالبان وهي تفاوض أمريكا أعتى قوة في العالم بالدوحة لتسمح لها بالخروج الآمن.

 

أتوقع أن يأخذ الصراع مسارات جديدة وغير مسبوقة والسيناريوهات كلها مفتوحة فاستعدوا.