دولة السودان الشقيقة تلك الدولة الضعيفة والفقيرة تخضع اليوم وعلى نحو كثيف لواحدة من أكبر عمليات الابتزاز المالي والسياسي وذلك بعد الاتفاق الذي أبرمه حكام السودان الجدد مع عائلات ضحايا المدمرة ” كول ” والذي يتضمن من ضمن ما يتضمن دفع تعويضات لهذه العائلات كما تخضع مئات الدول وألوف الحكومات والمنظمات والشركات والأفراد للتضييقات والعقوبات الجائرة وغالباً بتهم تتصل بالإرهاب أو تقترب من ذلك ..

 

بينما لا احد يطالب حركة طالبان التي احتضنت ابن لادن وتنظيم القاعدة المسئولان عن أكبر هجوم تعرضت له الولايات المتحدة الأمريكية منذ بيرل هاربر في الحرب العالمية الثانية.

 

لا أحد يطالب طالبان القوية بتعويضات لأسر أكثر من ثلاثة آلاف ضحية سقطت في برجي التجارة والبنتاغون بل استطاعت طالبان التي كانت هذه الإدارة وكُل الإدارات التي سبقتها ترفض التّفاوض معها باعتبارها حركةً إرهابيّةً أن تفرض شروطها على الطرف الأمريكي وتجبر الولايات المتحدة الأمريكية على إمضاء اتفاق الدوحة للسلام في أفغانستان وكل ما ترجوه واشنطن – اليوم – بعد عشرون سنة من الحرب في أفغانستان هو خفض التصعيد لتأمين انسِحاب 13 ألف جندي أمريكي بشكلٍ مُتدرّج وخروجاً مشرفاً ما أمكن للقوات الأمريكية من أفغانستان.

 

مقتل2500 جندي أمريكي كانت كافية لرضوخ أمريكا وإذعانها لمُعظم إن لم يكن كل شروط طالبان بعد أن تأكدت أن حربها قد انتهت إلى الفشل الذريع.

 

اي نعم عندما تمتلك إرادة الصّمود والقِتال يصبح السلام مع الإرهابيين والمتطرفين ممكن وحينها تسقط كل قواعد الحرب على الإرهاب وتصبح لغة القوة هي المحدد الرئيسي لقواعد اللعبة وفي ضوء ذلك يتقرر كل شيء.