الأمة| قالت منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة، إن السبب وراء احتمال إلغاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف زيارته إلى إيطاليا، هو القلق من مواجهة لوم بسبب الانتهاكات التي وقعت حلال الاحتجاجت الشعبية الشهر الماضي.

وكان من المقرر أن يشارك جواد ظريف في المنتدى المتوسطي المنعقد في روما خلال الفترة من 5 إلى 7 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، لكن الأهم من ذلك أنه كان يتم الترتيب للقاء بين وزير الخارجية الإيراني ونظيره الإيطالي لويجي دي مايو، على هامش أعمال المنتدى.

شاهين قبادي، الناطق الصحفي باسم منظمة مجاهدي خلق، قال تعليقًا على ما نشرته وكالة الأنباء الإيطالية استنادا إلى “مصادر دبلوماسية” حول إلغاء جواد ظريف لرحلته لإيطاليا: إن “جواد ظريف هو أول من يبرر جرائم الديكتاتورية الدينية التي تحكم في إيران في جميع أنحاء العالم. لقد ألغى الرحلة خوفاً من غضب الرأي العام العالمي بشأن جرائم هذا النظام التي تم الكشف عنها بالكامل”.

ولم تعلن رسميًا إيران عدم مشاركة وزير خارجيتها في منتدى الحوارات، الذي يحضره هذا العام أكثر من 40 من القادة بالمنطقة حسبما أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية في وقت سابق. فيما كان من المقرر أن يعقد جواد ظريف بمناسبة زيارته روما مؤتمرا صحفيًا. والاجتماع مع اتحاد الصناعيين الإيطاليين (كونفيندوستريا). وفق وكالة الأنباء الإيطالية.

وأضاف قبادي: خلال الانتفاضة الأخيرة للشعب الإيراني في 189 مدينة إيرانية على الأقل، تم تأكيد مقتل ما لا يقل عن 1000 متظاهراً على يد النظام القمعي. العدد الحقيقي للضحايا أعلى بكثير، وقد تم اعتقال ما لا يقل عن 12000 متظاهر وجرح أكثر من 4000 آخرين.

ولف قبادي إلى أنه: في أعقاب عودة الإنترنت بشكل جزئي، يتم الكشف كل يوم عن أبعاد أكبر عن الجرائم ضد الإنسانية التي نفذها هذا النظام بحق المتظاهرين العزل على مرأى كل العالم. كانت هذه الانتفاضة منعطفًا رئيسيًا في التطورات الإيرانية، وأن القضايا لن تعود إلى ما قبل الانتفاضة.

استطرد “هناك توازن جديد للقوة بين الشعب والمقاومة والنظام. على الرغم من القمع الوحشي، فإن نظام الملالي لم يتمكن من السيطرة على الوضع ويعبر باستمرار عن قلقه إزاء احتمال حدوث انفجار جديد في المجتمع”.

وختم الناطق باسم مجاهدي خلق، مستنكرا: يجب محاكمة ظريف وجميع المسؤولين في هذا النظام على الصعيد الدولي لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية. أي دعوات لهؤلاء المجرمين تفتقر إلى أي وجه من أوجه الكرامة وتعتبر مشاركة في قمع الشعب الإيراني الذي ينتفض ويدافع عن الحرية وحقوق الإنسان”.

واندلعت المظاهرات في إيران يوم 15 نوفمبر/ تشرين الثاني واستمرت لمدة خمسة أيام، قبل أن يتم قمعها، وكان السبب الرئيس في انطلاقها تحريك سعر البنزين.

وعقب عودة الإنترنت في إيران اتضح حجم القمع الأمني الذي واجهه المتظاهرون في إيران، حيث وثقت أشرطة فيديو نشرت في منصات الواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية تعامل أمني عنيف تم مع المتظاهرين، بما في ذلك إطلاق الرصاص الحي عليهم مباشرة.

من د. كمال إبراهيم علاونة

أستاذ العلوم السياسية والإعلام - فلسطين