تظاهرات تؤكد أنها لن تقاطع الانتخابات الرئاسية يوم 12-12

أفتى د. عثمان شوشان، أستاذ أصول الفقه بأن المشاركة في الانتخابات الرئاسية الجزائرية واجب شرعي، ذلك أنها الوسيلة الأشد تأثيرا في دفع المفاسد الراحجة في مقابل تحصيل المصالح المرجوحة،

 

وأضاف شوشان، في بيان أصدره حول (حكم المشاركة في الانتخابات الرئاسية من وجهة النظر الشرعية)، والقاعدة أن (وسائل الأمور كالمقاصد) وإذا كان المقصد واجبا كانت الوسيلة المؤدية إليه واجبة عملا بالقاعدة (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب)، ولما كان حفظ أمن العباد والبلاد واجبا كانت الوسائل المؤدية إليه واجبة، كما أن الوسائل المؤدية إلى ضده محرمة.

بيان عن حكم المشاركة في الانتخابات الرئاسية من وجهة النظر الشرعية

إليكم نص البيان

بيان عن حكم المشاركة في الانتخابات الرئاسية من وجهة النظر الشرعية

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد

فهذا بيان للموقف الشرعي من المشاركة في الانتخابات الرئاسية مع اقتراب موعدها بسبب ما تشهده البلاد من الاختلاف الشديد بين المؤيدين للانتخابات الرئاسية والرافضين لها في الجزائر.

 

إن أمن العباد والبلاد الضروري المقدم على باقي الضرورات في هذا الوقت؛ بسبب أحوال المنطقة وما يراد بها من الأعداء المتربصين، وبما جرى ويجري لإخوتنا في الجوار وفي غير الجوار، والله عز وجل يأمرنا بالاعتبار (فاعتبروا يا أولي الأبصار).

 

كما أن القاعدة الشرعية (دفع المفاسد مقدم على تحصيل المصالح) والتي يتحتم إعمالها في هذا الظرف الخطير؛ وذلك بالأخذ بتدابير التهدئة والاجتماع والوحدة وبكل ما من شأنه أن يدفع خطر الانفلات الأمني والاستقرار والتدخل الأجنبي في بلادنا بإذن الله تعالى وتوفيقه.

تظاهرات ترفض إجراء الانتخابات في موعدها

وبناء على ما سبق فإن المشاركة في الانتخابات الرئاسية واجب شرعي؛ لأنه الوسيلة الأشد تأثيرا في دفع المفاسد الراحجة في مقابل تحصيل المصالح المرجوحة، والقاعدة أن (وسائل الأمور كالمقاصد) وإذا كان المقصد واجبا كانت الوسيلة المؤدية إليه واجبة عملا بالقاعدة (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب)، ولما كان حفظ أمن العباد والبلاد واجبا كانت الوسائل المؤدية إليه واجبة، كما أن الوسائل المؤدية إلى ضده محرمة.

 

ثم إنه إن كانت تترتب على المشاركة في الانتخابات مفاسد فإن عدم المشاركة والمقاطعة تترتب عليه مفاسد أعظم وأشد؛ والقاعدة الشرعية أنه: (يجب دفع المفسدة الأشد بارتكاب المفسدة الأخف)

 

فكل مكلف مسئول عن موقفه لا يغنيه في ذلك حزبه أو جماعته أو قبيلته أو أي مخلوق فـ(كل نفس بما كسبت رهينة).

 

اللهم احفظ علينا وعلى بلادنا دينها وأمنها واستقرارها وأرزاقها وهيء لها أمرا رشدا ورد عنها كيد أعدائها وجميع بلاد المسلمين يا ذا الجلال والإكرام.

د. عثمان شوشان

سيرة قصيرة للشيخ الدكتور عثمان شوشان

 

الشيخ عثمان بن محمد بن الأخضر شوشان، هو عالم دين إسلامي من مواليد الجزائر في عام 1965.، بدأ دراسات القران والعلوم الإسلامية في الجزائر قبل أن انتقل إلى الرياض (المملكة العربية السعودية) حيث قضى أكثر من 20 عاما.

 

درس على بعض كبار العلماء في العالم، وتخرج في مدرسة الشريعة الإسلامية – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1989، ثم أكمل الماجستير والدكتوراه في أصول الفقه.

 

نشر عددًا من الكتب، في مجال أصول الفقه، والتي يقوم بتدريسها الآن في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض كجزء من المناهج الدراسية.

 

يُعدُّ الشيخ رائدًا في مجال أصول الفقه، وقد ساهم في توضيح علوم الدين للأقليات الإسلامية في الغرب، وقدم المزيد من الدراسات التي تتعلق بأحوالهم.

 

يعيش الشيخ عثمان حاليا في برمنغهام (المملكة المتحدة)، لديه دروس منتظمة لتعليم الدراسات العربية والإسلامية (باللغة العربية). ولديه مكتب يعمل فيه مفتيًا وقاضيًا لحل الخلافات الزوجية والمالية.

من د. حاكم المطيري

الأمين العام لمؤتمر الأمة ورئيس حزب الأمة، أستاذ التفسير والحديث - جامعة الكويت