الفريق أحمد قايد صالح من شغله إلى بيته وليست له علاقة خارج إطار العمل حتى مع المسئولين الجزائريين فما بالك بالفرنسيين الموسخين أو الإماراتيين كما يزعم عديمي الشرف والرجولة.. ولو كان لفرنسا التي ملكت الجزائر ببعرها وشعرها وتعرف عن الجزائريين ما بين أيديهم وما خلفهم أو لكلب كبير أو صغير من كلابها النابحة دليل واحد على إثبات أي علاقة مشبوهة حقيقية مع أي طرف في الداخل أو في الخارج لما ترددت في نشر ذلك.

 

كل ما يقال عن علاقة الفريق أحمد القايد صالح بالفساد لا يقوم على أساس معتبر لا شرعا ولا قانونا.. ولذلك فإن الفريق احمد قايد صالح و الجنرالات الموثوقين من حوله لن يلتفتوا لوشوشة فرنسا حتى لو توسط لها نبي مرسل ولن يقعوا في فخها حتى لو استعملت شياطين الأنس والجن في الكيد..

 

ولذلك فعلى المتعودين على الولوغ في كل الأواني أن يعلموا أن مشي الناس على زوج كرعين لا يعني بأنهم سواء لأن هناك في الناس رجال يستشعرون الكرامة مثل الماء إذا جاوز القلتين لا يحمل الخبث كما أن هناك في الكون كلابا أشرف من كثير ممن يلبس الثياب ويأكل بالملاعق ويسمي نفسه إنسانا..

 

نحن قلنا طار الحمام على فرنسا وعملائها.. وكرسي الرئاسة رآه فارغًا في انتظار فارس الجزائر المستقلة.. فإذا كانت هناك أغلبية شعبية حقيقية تمثل وحدة الشعب الجزائري وهويته الوطنية وطموحه المشروع فما عليها إلا أن تقدم فارسها للانتخابات اليوم قبل غد وتنتخب عليه في اقرب الآجال ليكون رئيسا للجمهورية بسلطة الشرعية الشعبية.

 

أما إذا بقيت الحسابات الفئوية و الشخصية هي سيدة الموقف الشعبي إلى أن تنقضي الستين يوما المتبقية من عمر الدولة القائمة فإن الكلمة الفصل ستكون للأقوى ولا عزاء للضعفاء يومئذ حتى لو كانوا يشكلون الأغلبية المبعثرة المزعبطة التي تتوهم أن عددها الكبير وحده كاف ليحقق لها النصر.

 

ربما لأنها تقرأ القرآن ولكنها لا تتعلم منه.. قال تعالى: ((لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (التوبة: 25)..هذا كلام عن حال خير امة اخرجت للناس و ليس عن حالنا المزرية.

 

فاعزموا أمركم يا جماعة وحافظوا على حقكم في بسط سيادتكم على الدولة من خلال انتخاب رئيسكم بعيدا عن الوصاية والابتزاز والتسويف ولا تسمعوا للانتهازيين والمثبطين فتتركوا المبادرة لأعدائكم المتربصين بكم.

من د. محمود حجازي

كاتب مصري، وباحث في دراسات الشرق الأوسط بالولايات المتحدة