من متابعة الإعلام الغربي ندرك تنامي، بل استفحال ظاهرة الإسلاموفوبيا، والتطرف اليميني الأبيض ضد المهاجرين إلى الغرب عموما، وضد المسلمين منهم خصوصا.

 

وأمرُ التحريضِ ليس مقصورا على الإعلام، أو الشباب، أو بعض الأكاديميين، لكنه تعدَّى ذلك، بحيث أصبح من رموزه الزعماء السياسيون ورؤساء الدول والحكومات والوزراء، -وليس ترامب، ورئيس وزراء أستراليا الحالي، ورئيس وزراء المجر، ووزير داخلية إيطاليا، وغيرهم، وغيرهم- منا ببعيد، وكذلك رؤساء الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة الفاشية العدوانية ..إلخ .

 

لكن هؤلاء، على خطورة توجهاتهم، لا يمثلون كل الغرب، بل يبقى في الغرب رجال ونساء خيِّرون إنسانيون عقلاء منصفون حريصون على التعايش السلمي البناء مع الآخر المختلف معهم؛ دينا وعرقا، وهؤلاء كثيرون ومؤثرون.

 

علينا أن نتحكم في مشاعرنا تجاه الغرب، ولا ننظر إليه على أنه كتلة واحدة، لا همَّ لها إلاَّ الانقضاض علينا، ومحونا من الوجود.

 

الأمر ليس كذلك البتة، ففي الغرب رجال ونساء طيبون وخيِّرون، وهم أقرب من المسلمين، من بعض مَنْ ولدوا مسلمين، ويتسمَّوْن بأسماء المسلمين (وانظر حولك ..!!).

 

وواللهِ، إني لأعرف بعض الغربيين من المسيحيين ومن اليهود، ومن غير المتدينين، هم أقربُ إلى المسلمين، وأحرص على حياتهم وأمنهم وحقوقهم وكرامتهم، مِنْ بعض بني جلدتهم!!

 

علينا، وعلى الجاليات الإسلامية في الغرب أن تتعرَّف على هؤلاء وأن توثِّق الروابط معهم، لأنهم يشكلون مدخلا جيدا للانفتاح على الغرب، من ناحية، ولتعزيز السلم وتعميق حالة التعايش، من ناحية أخرى.

 

يجب على المفكرين وأصحاب الرَّأي ومشايخ المسلمين في الغرب تدارس ما وقع من كل جوانبه ، واستخلاص الدروس والعبر؛

 

وأقترح من جانبي أن تعمل المساجد على تأمين المصلين وقت أداء شعائر صلاة الجمعة، باتخاذ ما يلزم من تعيين حراس مسلحين (وذلك بالتنسيق مع الحكومات)؛ وذلك لمنع الخسائر أو تقليلها.

وبكل تأكيد لو كانت هناك حراسة في المسجدين (وقت صلاة الجمعة) لما تفاقم عدد الشهداء إلى هذا الحد المروِّع!، كما أقترح تركيب كاميرات في كل الجوامع والمؤسسات الإسلامية، في الغرب.

 

تنسيق العمل مع الغربيين المعتدلين الشرفاء، وهم كُثُر في كل فئات الشعوب الغربية وطوائفها، ومن كل أتباع الديانات، لمقاومة (خطاب الكراهية والتحريض والإسلاموفوبيا) في مؤسسات التعليم والسياسة والثقافة والإعلام .

 

العمل مع الحقوقيين على تجريم (كل الأفكار والممارسات) التي تعد ضربا من الإسلاموفوبيا.

 

وعلى الحكومات الإسلامية والعربية السعي الجاد لدى الأُمم المتحدة لتجريم الإسلاموفوبيا، قياسا على تجريم (معاداة السامية).

 

يجب على الجاليات الإسلامية في الغرب، أن تستشعر المسئولية الثقيلة الملقاة عليها ، في تقديم صورة جذابة للإسلام؛ قولا وفعلا.

من أحمد دبُّور

كاتب وباحث